قبل أشهر فقط، وقف إيلون ماسك إلى جانب دونالد ترامب في احتفالات التنصيب، يقدم تحية عسكرية غريبة وسط تصفيق جمهور من أنصارهما، الآن، وبينما ينهار تحالفهما، يجد موظفو إدارة كفاءة الحكومة (DOGE) أنفسهم على شفا هاوية. الخلاف العلني بين الرئيس ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك أدى إلى أزمة ثقة داخل أروقة مشروع «التقليص الحكومي»، المعروف اختصاراً بـ«DOGE»، وهو مبادرة رئاسية لخفض حجم الجهاز الإداري الفيدرالي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وبينما تواصل الإدارة الدفاع عن المشروع علناً، يعيش الموظفون في الداخل حالة من القلق والترقب من أن يتم تسريحهم كما فعلوا بغيرهم.
ما هو DOGE؟
هو اختصار لـ«Department of Government Efficiency»، أنشأها ترامب يوم تنصيبه بإعادة تسمية وكالة الخدمات الرقمية، وأسند قيادته لماسك بهدف «إعادة هيكلة الدولة وتقليص الفائض».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في غضون أسابيع، بدأ آلاف الموظفين يتلقون بريداً إلكترونياً بعنوان: «مفترق الطرق» يدعوهم للاستقالة مقابل رواتب حتى سبتمبر أيلول.
مستقبل DOGE مهدد بعد غياب ماسك
منذ انطلاقه في يناير كانون الثاني الماضي، ارتبط مشروع «DOGE» بشكل وثيق بشخص إيلون ماسك، الذي عُين مستشاراً خاصاً لمدة 130 يوماً فقط.
وخلال هذه الفترة، قاد حملة غير مسبوقة لتسريح عشرات الآلاف من الموظفين وتفكيك وكالات كاملة مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لكن مع انتهاء فترة تكليفه ومغادرته منصبه وسط خلاف مع ترامب بشأن حزمة مالية، وجد الموظفون أنفسهم أمام مستقبل ضبابي.
وحالياً، الانقسام بين الرجلين، وما تبعه من انسحاب كبار حلفاء ماسك مثل ستيف ديفيس وأنتوني أرمسترونغ، أدى إلى فراغ إداري، زاد من مخاوف العاملين في المشروع، بعضهم بدأ بالفعل في إرسال رسائل جماعية يتساءلون فيها عن احتمالية إقالتهم، «بغياب ماسك، لا أحد يرغب في الانضمام، وربما يتلاشى المشروع تدريجياً»، قال أحد المهندسين السابقين، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
أرقام يصعب تجاهلها.. لكن من يدفع الثمن؟
رغم الجدل، تقول إدارة ترامب إن DOGE أنجز تقليصات بنحو 180 مليار دولار عبر بيع أصول وإلغاء عقود وتسريح موظفين، لكن خبراء الميزانية شككوا في هذه الأرقام.
وفي أحدث تقارير وزارة العمل، بلغ عدد الوظائف الفيدرالية التي تم تقليصها 59 ألفاً منذ بداية العام، منها 22 ألفاً في مايو أيار فقط، بينما تشير بيانات غير رسمية إلى أن أكثر من 75 ألف موظف قبلوا عرض الاستقالة الطوعية مع مخصصات مالية.
قانونياً.. المشروع يواجه تحديات قضائية
جهود تقليص الحكومة لم تسر بسلاسة؛ إذ واجهت سلسلة من الدعاوى القضائية، أبرزها تلك التي عطلت عمليات تسريح في 20 وكالة، بينها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، التي أرسلت إشعارات بفصل 10 آلاف موظف قبل صدور أمر قضائي بوقف العملية.
نهاية صاخبة.. وعلامات استفهام
بعد 130 يوماً من توليه منصباً حكومياً خاصاً، انتهى دور ماسك رسمياً في 30 مايو أيار.
وفي غيابه، تُرك المشروع لتخمينات السياسيين، بعضهم يراه ميتاً إكلينيكياً، وآخرون يتحدثون عن محاولة إنعاش من خلال الكونغرس، إذ يسعى البيت الأبيض لإقرار خطة خفض إنفاق تتضمن 9.4 مليار دولار من التخفيضات، أبرزها 8.3 مليار من المساعدات الخارجية، ولكن دون زخم ماسك، تفقد DOGE نكهتها التكنولوجية، وجاذبيتها كحلم تغييري.