مع انطلاق قمة البريكس الـ17 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، يُلاحظ غياب قادة اثنتين من أهم الدول المؤسسة، حيث يتغيب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن الاجتماع، لأول مرة منذ أكثر من عقد، مُرسلاً رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ بدلاً منه.
كما يغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويمثل روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف، في ضوء مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي، والتي ستُلزم البرازيل بتنفيذها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتُعقد القمة يومي 6 و7 يوليو الجاري، تحت شعار: «تعزيز تعاون دول الجنوب من أجل حوكمة شاملة ومستدامة»، ولكن قد يكون هناك المزيد من الأسباب وراء قرارهم بتجنب القمة أكثر مما يبدو للوهلة الأولى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
دول بريكس على قائمة أهداف ترامب
وتقام الدورة الـ17 من البريكس، في ظل الهجوم المتواصل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المجموعة الاقتصادية، فبعد عشرة أيام من بدء ولايته الرئاسية الثانية، أصدر ترامب بياناً على منصة «تروث سوشيال» قال فيه: «سنطلب من هذه الدول، التي تبدو معادية، التزاماً بعدم إنشاء عملة جديدة لدول البريكس، أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأميركي القوي، وإلا ستواجه تعريفات جمركية بنسبة 100%».
وتأسست مجموعة البريكس رسمياً عام 2009 من قِبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا بعد عام، ومنذ ذلك الحين، توسعت المجموعة لتشمل عشر دول، بما في ذلك مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا.
وأُنشئت المجموعة فعلياً لتكون بمثابة ثقل موازن للهيمنة الأميركية والغربية المتصورة على المؤسسات الدولية، وأصبحت منذ ذلك الحين أكثر من مجرد منبر للحديث للاقتصادات الناشئة، فقد أبدت المجموعة اهتمامها بتحدي هيمنة الدولار، منهيةً بذلك دوره كعملة مفضلة لإجراء المعاملات الدولية.
ما مصير عملة بريكس؟
واكتسب مفهوم إنشاء عملة بريكس، كبديل للدولار، زخماً إضافياً في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، الذي شهد فرض عقوبات أميركية وأوروبية كبيرة على موسكو، واستبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت للمدفوعات، وتجميد احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية.
لكن منذ بداية العام، تصاعدت تهديدات ترامب لدول البريكس، وقال في يناير: «لا أمل في أن تحل البريكس محل الدولار الأميركي في التجارة الدولية، أو في أي مكان آخر»، وفي فبراير، وبينما كان يستعد للقاء ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، قال ترامب ا«إذا أرادوا التلاعب بالدولار، فسيُفرض عليهم رسوم جمركية بنسبة 100%».
وفي غضون ذلك لم يُطرح أي بديل واقعي، إذ بدأ أعضاء البريكس ينأون بأنفسهم عن فكرة العملة الموحدة، وفي أواخر يناير الماضي، نفى المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، أن تكون دول البريكس تخطط لإنشاء عملتها الخاصة، مدعياً أن الهدف هو إنشاء منصات استثمار مشتركة.
وبالمثل، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندير جايسوال، للصحفيين بأن الهند لا تملك «مثل هذه السياسة أو هذه الاستراتيجية»، مشيراً إلى «مسألة إلغاء الدولرة»؛ بل وحتى البرازيل، الرئيس الحالي لمجموعة البريكس، تخلت عن الفكرة، فهل انتهت فكرة عملة البريكس؟