في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، أحد أبرز الشخصيات العالمية تأثيراً في عالم التكنولوجيا والأعمال، عزمه الدخول إلى ساحة السياسة من الباب العريض، عبر الدعوة إلى تأسيس حزب سياسي جديد باسم «The America Party».
جاء ذلك في سلسلة من التغريدات أطلقها يوم الرابع من يوليو –عيد الاستقلال الأميركي– مؤكداً أن «نظام الحزبين في أميركا قد مات»، ومطالباً ببديل يمثل الإرادة الشعبية الحقيقية، ويواجه ما وصفه بـ«نظام الحزب الواحد الذي يُفلس البلاد عبر الفساد والهدر».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ماسك: «ما تعيشه أميركا ليس ديمقراطية.. بل سيطرة حزبية مدمّرة»
انتقد ماسك بشدة ما اعتبره احتكاراً للقرار السياسي من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مشيراً إلى أن الخلافات بينهما لا تشمل السياسات الجوهرية التي تسببت في التدهور المالي والاقتصادي للولايات المتحدة، بل تنحصر في الشعارات والخطابات فقط.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال ماسك في إحدى تغريداته: «عندما يتعلق الأمر بإفلاس أميركا من خلال الفساد والهدر، فنحن نعيش في ظل نظام الحزب الواحد، هذه ليست ديمقراطية».
وأردف في تغريدة أخرى: «بمعدل 2 إلى 1، الشعب الأميركي يريد حزباً سياسياً جديداً... وسينال ذلك».
ثم أشار إلى اسم الحزب المقترح: «The America Party» حزب جديد قد يُعلن ميلاده قريباً في مشهد سياسي مشتعل.
لماذا الآن؟ وما الرسائل الرمزية خلف التوقيت؟
جاء إعلان ماسك يوم الرابع من يوليو، وهو التاريخ الذي يحتفل فيه الأميركيون باستقلالهم عن الاستعمار البريطاني عام 1776، ويرى مراقبون أن اختيار هذا التوقيت لم يكن مصادفة، بل رسالة مباشرة بأن ماسك يرى في مشروعه السياسي «استقلالاً جديداً»، هذه المرة عن «الاحتلال الحزبي» للسلطة، على حد تعبيره.
محاولات فاشلة أم بداية واقعية لحزب ثالث؟
على مدار تاريخ الولايات المتحدة، ظهرت محاولات لتأسيس «طرف ثالث» ينافس الحزبين التقليديين، لكنها لم تحقق نجاحاً يُذكر، نتيجة النظام الانتخابي الأميركي المعقّد وهيمنة المؤسسات المالية والإعلامية على الساحة السياسية.
إلا أن ماسك، بخلاف من سبقوه، يتمتع بثلاثة عناصر قوة غير مسبوقة: شعبية جماهيرية هائلة تتجاوز الحزبين، خاصة بين الشباب، ومنصة إعلامية خاصة – X (تويتر سابقاً) تتيح له التحكم في الرسائل السياسية والوصول المباشر للناخبين، وثروة ضخمة تمكّنه من تمويل الحملات والبنية التحتية لأي حزب سياسي من دون دعم تقليدي.
هل يخوض ماسك الانتخابات بنفسه؟
حتى الآن، لم يعلن ماسك عزمه الترشح لمنصب سياسي، لكن حديثه المتكرر عن دعم المرشحين «الأقرب إلى الشعب»، ورغبته في تحطيم احتكار الحزبين، يثير تساؤلات جدّية حول طموحه المستقبلي.
وفي حال تأسيس «The America Party»، سيكون ماسك وجهه الأبرز، حتى وإن لم يكن مرشحه الرئاسي.
ردود فعل متباينة.. دعم شعبي وانتقادات حزبية
لاقى إعلان ماسك ترحيباً من شريحة واسعة من المتابعين الذين يرون أن النظام السياسي الأميركي بحاجة إلى «هزة عنيفة».
في المقابل، سارع بعض السياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى التقليل من أهمية دعوته، معتبرين أن «الشعبية الرقمية» لا تكفي لتأسيس تيار سياسي فعلي، خصوصاً في ظل غياب الهياكل التنظيمية والميدانية على الأرض.
وفي الختام، قد لا يكون تأسيس حزب ماسك الجديد أمراً حتمياً بعد، لكنه بلا شك يعكس مناخاً سياسياً أميركياً مضطرباً، بات فيه الناخب العادي يبحث عن بديل خارج المنظومة التقليدية.
ومع استمرار الانقسام والاستقطاب داخل الولايات المتحدة، فإن ظهور لاعب جديد بحجم إيلون ماسك –يمتلك المنصة والمال والتأثير– قد يكون الشرارة التي تُعيد رسم قواعد اللعبة السياسية بالكامل.