بعد يوم واحد من تصعيد إيلون ماسك خلافه مع الرئيس دونالد ترامب وإعلانه تشكيل حزب سياسي أميركي جديد، دعا وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ماسك إلى التركيز على إدارة شركاته والابتعاد عن السياسة.
وأعلنت شركة الاستثمار «أزوريا بارتنرز»، التي كانت تعتزم إطلاق صندوق استثماري مرتبط بشركة «تسلا» التي يرأسها ماسك، أنها قررت تأجيل المشروع، معتبرة أن تأسيس الحزب يمثل «تضارباً مع مسؤوليات ماسك الكاملة كرئيس تنفيذي».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وكان ماسك قد أعلن يوم السبت تأسيس حزب جديد تحت اسم «حزب أميركا» رداً على مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق، واصفاً إياه بأنه سيؤدي إلى إفلاس البلاد.
وفي مقابلة عبر شبكة CNN يوم الأحد، قال بيسنت إن مجالس إدارة شركات ماسك، مثل «تسلا» و«سبيس إكس»، من المرجّح أنها غير راضية عن هذا التوجه السياسي الجديد، وأضاف: «أتخيل أن هذه المجالس لم ترحب بالإعلان الذي صدر بالأمس، وستشجّعه على التركيز على أنشطته التجارية بدلاً من السياسية».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأوضح ماسك أن حزبه الجديد سيستهدف خلال انتخابات منتصف الولاية المقبلة إزاحة الجمهوريين في الكونغرس الذين أيدوا ما وصفه بـ«القانون الكبير الجميل».
يُذكر أن ماسك كان قد لعب دوراً بارزاً في دعم حملة ترامب لإعادة انتخابه، وظهر مراراً إلى جانب الرئيس في البيت الأبيض، إلّا أن الخلاف بين الرجلين تفاقم بعد تمرير قانون الإنفاق والضرائب، ما أدّى إلى قطيعة حاول ماسك لاحقاً إصلاحها دون جدوى.
وينص القانون، الذي أُقر الأسبوع الماضي بأغلبية حزبية، على خفض الضرائب وزيادة الإنفاق العسكري وتمويل أمن الحدود. ويقول منتقدوه إنه سيُفاقم العجز في الموازنة الفيدرالية ويؤثر سلباً في الاقتصاد.
من جانبه، قال ترامب إن غضب ماسك ناجم عن إلغاء القانون للحوافز الضريبية التي تستفيد منها سيارات تسلا الكهربائية، وهدد بسحب مليارات الدولارات من العقود والإعانات الحكومية التي تحصل عليها شركتا «تسلا» و«سبيس إكس».
وأشار الوزير بيسنت إلى أن ماسك لا يتمتّع بشعبية سياسية كبيرة، مؤكداً أن الناخبين أُعجبوا بوزارة «كفاءة الحكومة» (DOGE) التي أسهم ماسك في إنشائها خلال إدارة ترامب أكثر مما أُعجبوا بشخصه، وقال: «مبادئ DOGE كانت تحظى بشعبية واسعة، لكن الاستطلاعات أظهرت أن إيلون لم يكن كذلك».
رفض استثماري واضح
الإعلان عن الحزب الجديد دفع «أزوريا بارتنرز» إلى إصدار بيان قالت فيه إنها ستؤجل إطلاق صندوقها الاستثماري المرتبط بتسلا، الذي كان من المقرر طرحه هذا الأسبوع.
وكتب الرئيس التنفيذي لأزوريا، جيمس فيشبك، على منصة «إكس» منشورات انتقد فيها الحزب الجديد وأعاد تأكيد دعمه لترامب، داعياً مجلس إدارة تسلا إلى عقد اجتماع عاجل لطلب توضيح من ماسك بشأن طموحاته السياسية ومدى توافقها مع التزاماته التنفيذية.
وأضاف في منشور لاحق يوم الأحد: «إيلون لم يترك لنا خياراً آخر».
ولم تصدر الإدارة الأميركية تعليقاً رسمياً على إعلان ماسك، لكن ستيفن ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين التابع لترامب، دافع عن مشروع القانون في مقابلة مع قناة ABC، قائلاً: «القانون الكبير الجميل سيُطلق العنان للنمو الاقتصادي».