مليون دولار في انتظار ترامب.. العوائد المادية المحتملة حال فوزه بجائزة نوبل للسلام

ترامب: الأسعار منخفضة (شترستوك)
ترامب: الأسعار منخفضة
ترامب: الأسعار منخفضة (شترستوك)

رغم أن جائزة نوبل للسلام لا تُعد من الجوائز ذات العائد المالي الضخم، فإن فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها قد يحمل أبعاداً اقتصادية تتجاوز بكثير قيمة الجائزة النقدية الرسمية، التي تبلغ نحو 11 مليون كرونة سويدية (ما يعادل تقريباً مليون دولار أميركي).

تجارب رؤساء سابقين مثل جيمي كارتر وباراك أوباما تعكس أهمية الجائزة كأصل اقتصادي طويل الأجل. كارتر، الذي نال الجائزة عام 2002 بعد مغادرته المنصب، أسس «مركز كارتر» الذي أصبح منصة دولية لحل النزاعات ومراقبة الانتخابات، وجذب تمويلات بملايين الدولارات من مؤسسات دولية وشركاء حكوميين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

أما أوباما، فقد استفاد من الجائزة في تعزيز مكانته العالمية، ما ساهم في رفع قيمة ظهوره الإعلامي إلى أكثر من 400 ألف دولار للمحاضرة الواحدة، إضافة إلى توقيع عقود نشر وإنتاج محتوى تجاوزت قيمتها 65 مليون دولار مع شركات مثل Netflix وPenguin Random House.

هذه النماذج تعزّز فرضية أن فوز ترامب بالجائزة قد لا يكون مجرد لحظة رمزية، بل نقطة انطلاق نحو تدفقات مالية واستثمارية مستدامة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

لكن الأثر الاقتصادي الحقيقي لفوز ترامب بالجائزة لا يكمن في المبلغ ذاته، بل في ما يمكن أن يحققه حائز نوبل مكاسب -وتحديداً ترامب- قد لا تقتصر على المنافع التالية:

1. تعزيز العلامة التجارية الشخصية

فوز ترامب بجائزة نوبل سيمنحه دفعة قوية في إعادة تشكيل صورته العامة، ليس فقط كشخصية سياسية مثيرة للجدل، بل كـ«صانع سلام» معترف به دولياً. هذا التحول قد ينعكس مباشرة على قيمة علامته التجارية التي سبق وأن قدرتها «فوربس» بأكثر من 400 مليون دولار.

وتشير تحليلات اقتصادية إلى أن مثل هذا الاعتراف الدولي قد يرفع قيمة العلامة دوليا بنسبة تتراوح بين 10% و20%، ما يعني مكاسب محتملة تتجاوز 40 إلى 80 مليون دولار من خلال تراخيص العلامة التجارية، وصفقات الشراكة، وزيادة الإقبال على منتجات وخدمات تحمل اسم ترامب.

2. زيادة العائدات من المحاضرات والظهور الإعلامي

نجح رؤساء أميركيون سابقون مثل بيل كلينتون وباراك أوباما في تحقيق ما بين 200 ألف و700 ألف دولار عن كل محاضرة بعد مغادرتهم المنصب. في حال فوز ترامب بالجائزة، من المتوقع أن ترتفع قيمة ظهوره في الفعاليات الدولية إلى أكثر من 500 ألف دولار للفعالية الواحدة، خاصة في الأسواق الآسيوية والخليجية التي تولي اهتماماً كبيراً بالجوائز الدولية، كما قد يُعاد التفاوض على عقود ظهوره الإعلامي أو إنتاج محتوى وثائقي حول مسيرته السياسية والدبلوماسية، ما يفتح باباً لعائدات بملايين الدولارات.

3. تأثير سياسي واقتصادي في حملته الانتخابية

الجائزة قد تُستخدم كأداة استراتيجية في حملته الانتخابية المقبلة، حيث تُقدَّم دليلاً على قدرته على تحقيق السلام العالمي، هذا قد يؤدي إلى تدفقات تبرعات إضافية من داعمين جدد، خصوصاً من رجال أعمال يرون في الجائزة اعترافاً دولياً بشرعيته السياسية، وتشير بيانات من لجنة الانتخابات الفيدرالية إلى أن ترامب جمع أكثر من 250 مليون دولار في حملته السابقة، وقد يرتفع هذا الرقم بنسبة 15% إلى 20% في حال فوزه بالجائزة، ما يعزز قدرته على التأثير في السياسات الاقتصادية الأميركية مستقبلاً.

4. فرص استثمارية جديدة

فوز ترامب بالجائزة قد يفتح له أبواباً جديدة في مجالات استشارية أو شراكات دولية خاصة في الدول التي ترى في الجائزة مؤشراً على الاعتدال السياسي أو زيادة النفوذ الدبلوماسي. من المتوقع أن تتلقى شركاته عروضاً لعقود استشارية أو مشاريع تطوير عقاري في مناطق مثل الخليج العربي وإفريقيا، حيث يُنظر إلى الحائزين نوبل كرموز للثقة والاستقرار، وقد تصل قيمة هذه الفرص إلى عشرات الملايين من الدولارات على مدى السنوات الخمس التالية.

5. الاستفادة من الجائزة كرجل أعمال ذي عقلية استثمارية

دونالد ترامب لا يُعرف فقط بصفته رئيساً سابقاً، بل كرجل أعمال متمرّس يمتلك قدرة فريدة على تحويل الأحداث الرمزية إلى فرص اقتصادية ملموسة. فوزه بجائزة نوبل للسلام قد يتحول إلى منصة استثمارية بحد ذاته، بفضل أسلوبه القائم على تسويق الذات، وتوظيف العلاقات الدولية، واستغلال اللحظات الإعلامية الكبرى لتحقيق مكاسب غير متوقعة.

وقد يستخدم ترامب الجائزة كأداة تفاوضية في صفقات تجارية أو تطوير مشاريع عقارية تحمل اسمه في أسواق ناشئة، مستفيداً من الزخم الإعلامي والثقة الرمزية التي تمنحها الجائزة، كما قد يُطلق مبادرات أو مؤسسات تحمل طابعاً إنسانياً أو دبلوماسياً، لكنها تُدار بأسلوب تجاري يحقق له عوائد طويلة الأجل، على غرار ما فعله سابقاً مع مؤسسة ترامب ومنظمة ترامب.

وبالنظر إلى تاريخه في تحويل الأزمات إلى فرص، فإن فوزه بالجائزة قد يُترجم إلى مشاريع إعلامية، أو شراكات مع كيانات دولية، أو حتى إطلاق منصة سياسية اقتصادية جديدة، ما يعزّز حضوره في الأسواق ويمنحه نفوذاً يتجاوز حدود السياسة التقليدية.