انتهت النخب الحزبية في الصين من ترشيحاتها للمناصب الحكومية الرئيسية في البلاد، قبل الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني، الذي ينعقد الأحد المقبل.
ومن المحتمل أن يشهد الحزب الشيوعي، الذي يدير الاقتصاد الصيني (ثاني أكبر اقتصاد في العالم)، تغييراً جذرياً وتحولات كبرى.
وتتضمن تلك الترشيحات أربعة رجال لإدارة الاقتصاد، وهم لي تشيانغ في منصب رئيس للوزراء، ودينغ شوكسيانغ كنائب تنفيذي لرئيس الوزراء، وهي ليفنغ كنائب لرئيس الوزراء، وتشو هكسين كرئيس جديد للبنك المركزي الصيني.
ومن المتوقع أن يعتمد البرلمان تلك الترشيحات، إذ يُنظر إليها بوصفها جزءاً من محاولة الرئيس الصيني لتعزيز سيطرة الحزب على المؤسسات الاقتصادية في البلاد، حيث أثر العديد من المسؤولين، الذين تلقوا تعليمهم في الغرب، على صنع السياسات منذ فترة طويلة.
وعلى النقيض من أسلافهم من القادة السابقين، فإن الرجال الجدد يمكن وصفهم بأهل الثقة، فهم إما شركاء مقربون من الرئيس الصيني أو على صلة بمساعديه الموثوق بهم، كما أنهم لم يتلقوا تعليماً خارج البلاد، وليست لديهم خبرة التعامل مع المؤسسات المالية الدولية.
وتتجه الأنظار الآن إلى الكيفية التي سيتعامل بها الرجال الجدد في تجاوز تحديات اقتصادية، من بينها تباطؤ الاستهلاك، وارتفاع معدلات البطالة، وتراجع سوق الإسكان، وانعدام الثقة في الأعمال التجارية، وأزمة ديون الحكومات المحلية، وشيخوخة السكان، وتصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات التكنولوجية.
وسيحدد مجلس الشعب الصيني هدفاً للنمو الاقتصادي في 2023، يتوقع أن يكون بمثابة تحسن كبير مقارنةً بالأداء السيئ في العام الماضي، إذ كان معدل النمو 3 في المئة، وهو أحد أضعف المستويات منذ عقود.
لكن من المرجح أن يظل هدف النمو الاقتصادي في 2023 بعيداً عن وتيرة التوسع التي كانت تتمتع بها الصين قبل جائحة كورونا.
وقالت سونيا أوبر، الأستاذة في «جامعة بوكوني»، لشبكة CNN، إن اختيارات الرئيس الصيني للمناصب العليا تعطي الأولوية للولاءات الشخصية على حساب الكفاءة.
وأضافت أوبر «يكمن الخطر في أن يصبح قادة الصين في معزل عن العالم الخارجي، ويغيب عن أنظارهم آخر التطورات والطرق البديلة لخوض التحديات التي تواجه بلادهم».
لي تشيانغ
رئيس الحزب السابق في شنغهاي الذي أشرف على الفترة الفوضوية وقت إغلاق المدينة لمدة شهرين، وأصبح تشيانغ المسؤول الثاني بالحزب في البلاد بعد الرئيس الصيني خلال تعديل القيادة في أكتوبر تشرين الأول.
ويتصدّر المرشح البالغ من العمر 63 عاماً الترشيحات لخلافة رئيس الوزراء لي كه تشيانغ عندما يتنحى خلال المؤتمر القادم.
درس تشيانغ الميكنة الزراعية في كلية في مدينة نينغبو الصينية، وانطلقت مسيرته المهنية بعد أن شغل منصب كبير الموظفين لدى شي جين بينغ، وذلك حين كان شي رئيساً للحزب في مقاطعة تشجيانغ بين عامي 2002 و2007.
ويقول محللون إن تشيانغ سيكون أول رئيس وزراء منذ عهد ماو، لم يعمل من قبل في مجلس الدولة أو مجلس الوزراء الصيني.
قال جوليان إيفانز بريتشارد، كبير الاقتصاديين في الشأن الصيني في «كابيتال إيكونوميكس»، عندما تمت ترقية تشيانغ العام الماضي «إن علاقات تشيانغ الشخصية مع الرئيس الصيني حسمت ترقيته».
وخلال فترة عمل تشيانغ في شنغهاي، قامت «تسلا» ببناء أول مصنع عملاق لها خارج الولايات المتحدة في المدينة، وهو أول مصنع سيارات في الصين يمتلكه أجنبي بالكامل.
وقال محللو «سيتي» في تقرير بحثي، إن بيئة الأعمال في الصين ستصبح أكثر ألفة على الأقل في العامين المقبلين، تحت قيادة تشيانغ، الذي من المرجح أن يدعم الشركات الخاصة والمستثمرين الأجانب، كما أشرف تشيانغ أيضاً على إطلاق سوق الأسهم الصينية ناسداك في بورصة شنغهاي في عام 2019.
دينغ شوكسيانغ
قال محللو «نومورا» إن رئيس الديوان الحالي للرئيس الصيني، دينغ شوكسيانغ، قد يصبح نائب رئيس الوزراء التنفيذي القادم، وهذا يعني أن شوكسيانغ البالغ 60 عاماً، والذي لم يسبق له قيادة مقاطعة وليست لديه خبرة كبيرة في صنع السياسة الاقتصادية، قد يتحمل المسؤولية الشاملة عن الاقتصاد المحلي للصين، لا سيما السياسة المالية للبلاد.
درس شوكسيانغ علم المعادن في المعهد الشمالي الشرقي للآلات الثقيلة، وبدأ حياته المهنية في معهد شنغهاي لبحوث المواد وقضى هناك 17 عاماً، وترقى من باحث إلى نائب رئيس الحزب.
هي ليفنغ
رجّح محللون في «نومورا» تعيين هي ليفنغ، الذي يدير لجنة التنمية والإصلاح الوطنية الصينية، في منصب النائب القادم لرئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الاقتصادية والمالية والصناعية.
حصل ليفنغ على شهادته الجامعية في العلوم المالية من جامعة «شيامن» الصينية، ولم يدرس في الخارج قط، وسيخلف ليفنغ البالغ 68 عاماً نائب رئيس الوزراء ليو هي، الذي قاد مفاوضات الصين مع الولايات المتحدة خلال المحادثات التجارية في 2018 و2019.
تشو هيكسين
تشو هيكسين، رئيس مجلس إدارة مجموعة «سيتيك» المالية الصينية المملوكة للدولة، هو المرشح الرئيسي لخلافة الاقتصاديّ يي غانغ، محافظ البنك المركزي الصيني الحالي، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».
قضى هيكسين، البالغ 55 عاماً، معظم حياته المهنية في العمل في بنك الاتصالات في مقاطعة جيانغسو الشرقية.
كما شغل منصب نائب حاكم مقاطعة سيتشوان في الجنوب الغربي للبلاد بين عامي 2016 و2018، شغل أيضاً منصب نائب محافظ البنك المركزي الصيني لمدة عامين، قبل أن يتم نقله إلى مجموعة سيتيك في عام 2022.
(لورا هي- CNN)