يترقب المستثمرون عن كثب شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، أمام الكونغرس الأميركي يومي الثلاثاء والأربعاء، لمعرفة مستقبل أسعار الفائدة.
سيحاول باول إقناع المُشّرعين بأن البنك المركزي قادر على خفض معدلات التضخم دون تحطيم الاقتصاد الأميركي، مع وجود بعض الأخبار الجيدة في جعبته، فعندما أدلى بشهادته الأخيرة أمام الكونغرس في يونيو حزيران، كان معدل التضخم عند أعلى مستوى له منذ 40 عاماً، بالقرب من 9 في المئة، وانخفض هذا المعدل حالياً إلى 6.4 في المئة، على الرغم من أنه لا يزال أعلى بكثير من الهدف السنوي للاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة.
وانخفض معدل التضخم على أساس سنوي لمدة سبعة أشهر متتالية.
ومع ذلك، كان البعض في الكونغرس ينتقدون بشكل علني جهود الاحتياطي الفيدرالي لكبح التضخم من خلال الزيادات المؤلمة في أسعار الفائدة.
فيما يلي ثلاث نقاط يجب مراقبتها في شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أمام الكونغرس:
حالة الاقتصاد
هل الاقتصاد الأميركي يتجه نحو الركود أم لا؟ هذا هو السؤال الذي يدور في أذهان معظم الاقتصاديين والمستثمرين.
تحير القراءات الاقتصادية الحالية العديد من مسؤولي الاحتياطي، إذ تشير البيانات إلى ازدحام سوق العمل، وارتفاع أسعار المساكن، وسيطرة السلوك الشرائي على المستهلكين الأميركيين، رغم زيادة التضخم وارتفاع الأسعار.
يبدو أن الاقتصاد أصبح محصناً ضد سلسلة من الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، والمستثمرون ينتظرون لمعرفة المدة التي يمكن أن تستمر فيها تلك السياسة التشددية.
ارتفاع معدل الفائدة
أكثر المعلومات إلحاحاً التي يبحث عنها المستثمرون هي إلى أي مدى سيرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر؛ وما إذا كان مسؤولو البنك المركزي يتوقعون الابتعاد عن زيادات أسعار الفائدة المؤلمة في المستقبل القريب.
قال وزير الخزانة السابق، لاري سمرز لشبكة «CNN» يوم الاثنين، إنه من المرجح أن يعود بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لكبح التضخم مع استمرار الاقتصاد في النمو.
وتوقع سامرز، رفع أسعار الفائدة من معدلاتها الحالية (4.5 إلى 4.75 في المئة) إلى 5.5 في المئة، لكنه أكد أنه «لن يندهش» إذا وصلت إلى 6 في المئة نظراً لحالة الضبابية التي تسيطر على الاقتصاد الأميركي.
يتفق بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي مع هذه التوقعات. وقالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، يوم السبت، إنها تعتقد أن هناك المزيد من الإجراءات التي يجب اتباعها لخفض التضخم.
وأشارت إلى أن الحد من التضخم يتطلب المزيد من تشديد السياسة النقدية، واستمرارها لفترة أطول.
مستهدفات التضخم
لا تزال الولايات المتحدة بعيدة عن مستهدف التضخم البالغ 2 في المئة؛ وحذر الاقتصاديون من أن الأمر قد يستغرق سنوات لتحقيق هذا الهدف، إذ يبدو أن زيادات الأسعار تسير على قدم وساق بدلاً من الانكماش.
يتوقع جيروم باول، أن يسأله بعض المُشرعين عما إذا كان سيقبل احتمال إغراق سوق الأسهم أو انهيار الاقتصاد للوصول إلى مستهدفاته -شديد التمسك بها- للتضخم.
(أليسيا والاس – CNN)