واجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قراراً محيّراً بشكل خاص هذا الأسبوع: هل يجب عليه رفع أسعار الفائدة أثناء أزمة البنك؟
بالنسبة لتوم باركين ،رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، لم يكن القرار صعباً، إذ يرى أن التضخم هو العدو الأول للمواطنين، وقال باركين لشبكة CNN”” في مقابلة حصرية، يوم الجمعة «لا يزال التضخم مرتفعاً، ولم يتراجع الطلب، لذا فإن قرار الزيادة كان واضحاً».
كان بنك الاحتياطي الفيدرالي توصل، يوم الأربعاء، إلى قرار بالإجماع برفع أسعار الفائدة للاجتماع التاسع على التوالي، على الرغم من حث بعض الخبراء، بمن فيهم رئيسة مؤسسة التأمين الفيدرالية السابقة شيلا بير، وكبير الاقتصاديين في وكالة موديز أناليتيكس مارك زاندي، على تقليل الضغط على النظام المصرفي خاصة بعد انهيار بنك “سيليكون فالي” و”بنك سيغنتشر”.
ولكن السؤال بالنسبة لبراين كان مختلفاً إذ قال «هل وصل هذا الضغط إلى الدرجة التي تجبرك على التراجع؟» وكانت الإجابة «لا»، وعبّر براين عن ذلك في حديثه «لكن كانت الظروف مواتية لنقرر السياسة النقدية بالشكل الذي نريده».
الوظائف والتضخم
انتقد بعض السياسيين، من اليسار واليمين، الاحتياطي الفيدرالي بسبب رفع معدلات الفائدة بشكل سريع، ما قد يتسبب في موجات من التسريح الجماعي.
قالت السناتور الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، إليزابيث وارين، لـ”CNN“، يوم الأربعاء، إن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يقوم «بعمل فظيع» إذ «يحاول تسريح مليوني شخص».
رد باركين على حجج السياسيين بأن الجمهور مستاء للغاية من ارتفاع تكاليف المعيشة وشرح ذلك بقوله «تحصل على علاوة ثم تنفق تلك الزيادة في محطة الوقود، ما يخلق حالة من عدم اليقين»، وأضاف “إن خفض التضخم يخلق الظروف الملائمة لسوق عمل أفضل.”
إن البنك الفيدرالي، وليس البيت الأبيض، هو المسؤول عن استقرار الأسعار في الولايات المتحدة، وهو المسؤول أيضاً عن توفير أقصى عدد من فرص العمل للمواطنين في أميركا.
الضغط على القطاع المصرفي
فيما يتعلق بالأزمة المصرفية، قال باركين إن مرونة القطاع البنكي في منطقته شجعته إلى حد كبير، إذ لا يرى تدفقات «كبيرة» للودائع، وهو ما يؤكد تعليقات وزيرة الخزانة جانيت يلين ومسؤولين آخرين في الاحتياطي الفيدرالي.
تشير بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي الجديدة إلى أن البنوك تتسارع للحصول على قروض طارئة، مستفيدة من تسهيلات الإقراض المصرفي التي أطلقها الفيدرالي لمنع فشل البنوك.
في هذا الصدد، قال باركين إنه غير متفاجئ، إذ قال «في وقت يسوده عدم اليقين، نشجع البنوك بالفعل على استخدام التسهيلات» إذ يُطمئن هذا المودعين بسهولة الوصول إلى رؤوس أموالهم.
رفع سعر الفائدة
والبنك الفيدرالي غير متيقن من كونه سيرفع الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية جديدة في المستقبل، لكن المستثمرون تنتابهم شكوك ضخمة بشأن هذا الأمر.
تشير أسواق العقود الآجلة إلى مراهنة المستثمرين على انتهاء الفيدرالي من رفع الفائدة، إذ يرجحون عدم حدوث تغيير في الأسعار في اجتماع الفيدرالي المقرر مايو أيار القادم بنسبة 87 في المئة، بل يرون أن هناك فرصة كبيرة لخفض سعر الفائدة بحلول يوليو تموز.
ولكن أشار باركين إلى استطلاع لرأي 18 من المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيض سعر الفائدة، وقال إن أياً منهم لم يتوقع خفض سعر الفائدة خلال العام الجاري.
وقال باركين إن تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل ستعتمد على ما سيحدث للطلب وبالتالي التضخم خلال الأشهر القادمة، ولم يستبعد احتمال رفع الفيدرالي الفائدة مجدداً حال تلاشي الاضطرابات المصرفية، وأكد لـ”“CNN «في حال ظَل التضخم مرتفعاً، سيتعين علينا أن نستمر في العمل».
كتب مات إيجان (CNN)