أعربت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، عن يقينها وثقتها الكبيرة في عدم تخلف الولايات المتحدة الأميركية عن سداد ديونها.
جاء ذلك خلال مقابلة لها في برنامج «مواجهة الأمة» على قناة «سي بي إس»، يوم الأحد إذ قالت «إنني فقط لا أستطيع أن أصدق أنهم سيسمحون بحدوث مثل هذه الكارثة الهائلة».
وأضافت أنه في حالة تخلف أميركا عن سداد الديون، فسيكون له تأثير سلبي للغاية في كل من الولايات المتحدة وكل أنحاء العالم.
وقالت «إن الولايات المتحدة عامل مؤثر في النمو الاقتصادي العالمي، لذلك لا يمكن أن تدع هذا الأمر يحدث».
دخلت حكومة الولايات المتحدة في مواجهة حزبية لإجراء مفاوضات لحل أزمة الديون، إذا لم يحدد الكونغرس سقف الديون، فمن المحتمل أن تواجه الولايات المتحدة أول تخلف عن السداد على الإطلاق في وقت مبكر من هذا الصيف أو في وقت متأخر من الخريف.
قالت لاغارد إنها تفهم السياسة، لكن «هناك وقت يجب أن تسود فيه المصلحة العليا للأمة».
على الرغم من توقعات الاحتياطي الفيدرالي بركود معتدل في وقت لاحق من العام الجاري، فإن المديرة السابقة لصندوق النقد الدولي حافظت على تفاؤلها بشأن تعافي الاقتصاد العالمي.
قالت لاغارد «إذا بحثت في جميع التوقعات الحالية، تجد أنها إيجابية؛ لقد شهد الاقتصاد تباطؤاً بشكل طفيف، ولكن بشكل عام، هناك انتعاش».
وأفادت لاغارد بأن الحرب الروسية في أوكرانيا، وعدم استقرار القطاع المصرفي في الولايات المتحدة وسويسرا، والتضخم، أسهمت في وجود حالة فراغ من عدم اليقين بشأن التعافي الذي نريد ترسيخه.
قالت لاغارد إن الحكومات والبنوك المركزية لا يملكون رفاهية الكثير من الخيارات، لذلك عليهم تبني السياسات الصحيحة.
بدوره، يحمل صندوق النقد الدولي نظرة أكثر قتامة، إذ توقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي من 3.4 في المئة في عام 2022، إلى 2.8 في المئة في عام 2023.
وكانت تقديراته في يناير كانون الثاني، تشير إلى نمو بنحو 2.9 في المئة هذا العام.
قالت المنظمة في تقريرها الأخير «إن حالة الغموض مرتفعة، وتوازن المخاطر تحول بقوة إلى الجانب السلبي بسبب عدم استقرار القطاع المالي».
يتوقع الاقتصاديون حذر البنوك بشأن إقراض الأموال بعد انهيار بنك «سيليكون فالي» في مارس آذار، ما أدى إلى تصاعد المخاوف من حدوث أزمة ائتمانية.
قالت لاغارد إن البنك المركزي الأوروبي سيضطر إلى قياس تأثيرات النشاط المصرفي في الولايات المتحدة وسويسرا.
أدى انهيار بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر»، إضافة إلى إجبار العملاق المصرفي السويسري «كريدي سويس» على الاندماج مع «يو بي إس»، إلى حدوث اضطراب في القطاع المصرفي.
وقالت لاغارد «إذا لم توفر البنوك القروض، وأدارت مخاطرها بشكل أفضل، فقد يقلل ذلك من العمل الذي يتعين علينا القيام به لخفض التضخم؛ ولكن إذا خفضت الكثير من الائتمان، فسيؤثر ذلك على النمو بشكل مفرط».
فيما يتعلق بالصين، قالت لاغارد إنها تتفهم المنافسة بين البلدين، لكنها تأمل في إجراء حوار، مضيفة أن التجارة يجب ألا تدخل ضمن المواجهة بين الصين والولايات المتحدة.
وأضافت أن الاختيار بين اقتصاد الولايات المتحدة أو الاقتصاد الصيني قد يؤدي إلى تراجع اقتصادي محتمل.
(راميشاه ماروف- CNN)
(أسهم في التقرير- تامي لوبي وجوليا هورويتز وأليشيا والاس- CNN)