بينما يراقب المستثمرون عن كثب أية مؤشرات محتملة لتباطؤ اقتصادي، بدأ موسم إعلان أرباح الربع الأول الأسبوع الماضي، إذ أصدرت بعض أكبر الأسماء في قطاع التمويل نتائج أعمالها.
كشف عدد من المؤسسات الكبرى مثل «جي بي مورغان تشيس» و«سيتي غروب» و«ولز فارغو» و«بي إن سي» للخدمات المالية و«بلاك روك» نتائج أعمالها، لتعطي المستثمرين رؤية عامة حول أدائها خلال الربع الأول من العام، والذي انهار فيه بنكا «سيليكون فالي» و«سيغنتشر».
فقد نجحت تلك المؤسسات إلى حد كبير، إذ لم يلحقها أي ضرر، واستفادت أكبر البنوك في الولايات المتحدة من أسعار الفائدة المرتفعة، والتي دفعت هذين المصرفين الإقليميين إلى حافة الهاوية، الأمر الذي دفع المودعين للفرار إلى بنوك أكثر أماناً.
لقد فاقت نتائج أعمال تلك البنوك كل التوقعات بنحو 9 في المئة لـ«بي إن سي» و«ولز فارغو»، و13 في المئة لـ«سيتي غروب» و21 في المئة لـ«جي بي مورغان»، لكن ذلك لم ينعكس على السوق، إذ ارتفع سهم «جي بي مورغان» بنسبة 7.5 في المئة يوم الجمعة، وهو أكبر ارتفاع للسهم في يوم واحد منذ نوفمبر تشرين الثاني 2020، وصعد سهم «سيتي غروب» بنحو 4.8 في المئة، بينما أنهى «ولز فارغو» تداولات يوم الجمعة منخفضاً بنسبة 0.1 في المئة.
والتقى فريق المدونة الصوتية «قبل الجرس» من CNN مع ستيف سوسنيك، كبير المحللين الاستراتيجيين في «إنتر أكتيف بروكرز»، لمناقشة أرباح البنوك وتفسير هذا التناقض مع أداء الأسهم.
ورداً على سؤال حول الأمور المستفادة من تقارير أرباح البنوك، قال سوسنيك إن بنك «جي بي مورغان» يعمل بكامل طاقته، «ومن الواضح أنه يستفيد من الهزات الأخيرة التي أصابت القطاع المصرفي».
أضاف أن «البنوك أكثر حساسية لسعر الفائدة، وبالتأكيد فإن منحنى العائد لديها أكثر حساسية من أي صناعة أخرى».
وقال سوسنيك إن «أرباح البنوك فاقت كل التوقعات، لكن أسهم (جي بي مورغان) ارتفعت إلى ما هو أبعد من ذلك».
ورداً على سؤال آخر حول مدى جدوى المخاوف بشأن العقارات التجارية، قال سوسنيك «لقد حرص الرؤساء التنفيذيون للبنوك على عدم تضخيم تلك المخاوف، أعتقد أنه كان هناك الكثير من الحذر»، مشيراً إلى أن الكثير من البنوك صغيرة ومتوسطة الحجم تُقبل على القروض العقارية، «ينبغي مناقشة (تلك المخاوف)، لكن على المدى القصير من الأفضل أن نتكلم قليلاً».
(نيكول غودكايند – CNN)