ألقت قوات شبه عسكرية القبض على رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، يوم الثلاثاء داخل محكمة في إسلام أباد، لاحتجازه بتهم فساد متعددة.

الاعتقال المثير والمفاجئ لنجم الكريكيت السابق الذي تحول إلى زعيم سياسي هو الفصل الأخير في شهور الاضطرابات السياسية المستمرة في الدولة المسلحة نووياً بعد الإطاحة بخان العام الماضي.

وفق وثائق المحكمة التي اطلعت عليها «CNN»، تم القبض على خان في إسلام أباد بتهم وجهها مكتب المحاسبة الوطني، وهي الوكالة المنوطة بمكافحة الفساد في البلاد.

يواجه خان عدة ادعاءات بالفساد أثناء توليه منصبه، والتي رفضها ووصفها بأنها «متحيزة»، إذ يقول إن التهم الموجهة إليه سياسية، وقد واجه مجموعة متزايدة من القضايا القانونية المرفوعة ضده وصدرت عدة أوامر اعتقال، ما أثار مواجهات مع أنصاره؛ ففي مارس آذار أصبحت الشوارع خارج منزله في لاهور أشبه بمعركة ضارية بين الشرطة وأنصاره بعد أن حاول الضباط اعتقال خان؛ لعدم مثوله أمام المحكمة بتهم الفساد.

أزمة اقتصادية

اتهم أسطورة الكريكيت، الذي تحول إلى سياسي، السلطات الباكستانية بمحاولة اعتقاله لإبعاده عن الساحة قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أكتوبر تشرين الأول.

قال خان لشبكة «CNN» خلال الاضطرابات التي وقعت خارج مقر إقامته في مارس آذار، «إنهم مرعوبون (الحكومة) من أنني إذا توليت السلطة، فسأحاسبهم».

في خضم الصراع السياسي المستمر، تواجه باكستان أزمة اقتصادية حادة.

وتحاول الحكومة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لإعادة تشغيل برنامج قرض بقيمة 6.5 مليار دولار قد توقف منذ نوفمبر تشرين الثاني، في محاولة لإبقاء الاقتصاد قائماً.

قدم الصندوق مجموعة من الشروط مقابل الإفراج عن قسط قرض قيمته 1.1 مليار دولار، ويشمل تحرير سعر صرف الروبية ورفع الضرائب.

وقد تضررت ثلث الأراضي الزراعية في باكستان بعد الفيضانات الكارثية الصيف الماضي، وبحسب لجنة الإنقاذ الدولية، تضرر 33 مليون شخص في باكستان من الفيضانات الشديدة التي تسببت في أضرار اقتصادية بلغت 40 مليار دولار.

لقد ارتفع معدل التضخم في الأشهر الأخيرة، وأصبح سعر السلعة العادية باهظ الثمن بشكل متزايد، وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الباكستاني إلى مستوى قياسي بلغ 35 في المئة في مارس آذار مقارنة بالعام الذي سبقه، وفقاً للأرقام الرسمية.

وقال مكتب الإحصاء إن رقم التضخم لشهر مارس تجاوز 31.5 في المئة في فبراير شباط، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات والنقل إلى 50 في المئة مقارنةً بالعام الماضي.

وأضاف المكتب أن المواد الغذائية الأساسية مثل سعر الطحين، وهو عنصر أساسي في النظم الغذائية الباكستانية، تضاعف خلال العام الماضي.

ووفقاً لمسح أجرته مؤسسة غالوب وجيلاني باكستان، يعتقد نحو 1500 شخص من بين 2000 مشارك أن الوضع الاقتصادي للبلاد قد ازداد سوءاً خلال الأشهر الستة الماضية.