طالبت ووهان، إحدى كبرى مدن الصين، علناً بأن تسدد مئات الشركات المحلية ديونها، في خطوة نادرة للغاية، ما يعكس الوضع المالي الصعب الذي تواجهه العديد من الحكومات المحلية في البلاد، وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي.

وقال المكتب المالي للمدينة في بيان نشرته صحيفة «تشانغجيانغ» اليومية الرسمية يوم الجمعة، إن إجمالي عدد 259 شركة وكياناً مدينون بأكثر من 100 مليون يوان (14 مليون دولار)، وطالبتهم بسداد ديونهم المتأخرة في أسرع وقت ممكن.

يشمل المدينون أو الضامنون الشركات المملوكة للدولة أو القطاع الخاص والإدارات الحكومية ومراكز الفكر، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية، وقال مكتب المالية إنه لم ينجح في تحصيل الديون وكان يعرض مكافآت لأي شخص قادر على تقديم معلومات مفيدة حول الأصول المالية للمدينين.

النداء العام الذي جاء من ووهان، التي كانت بؤرة جائحة كورونا التي بدأت في أواخر عام 2019، غير عادي للغاية، ويؤكد التحديات المالية التي تواجه الحكومات المحلية في الصين.

استنفدت حملة «صفر-كوفيد» للزعيم الصيني شي جين بينغ ميزانيات العديد من المدن والمقاطعات، بعد أن أنفقوا مليارات الدولارات على عمليات الإغلاق المتكررة بسبب الجائحة، والاختبارات الجماعية، ومراكز الحجر الصحي، وذلك قبل تحول هذه السياسة في ديسمبر كانون الأول الماضي نحو الانفتاح.

ويقدر المحللون أن ديون الحكومة الصينية المستحقة تجاوزت 123 تريليون يوان (18 تريليون دولار) العام الماضي، منها ما يقرب من 10 تريليونات دولار ما يسمى بـ«الديون الخفية» المستحقة على منصات التمويل الحكومية المحلية المخاطرة.

وبسبب تشديد الميزانيات، خفضت بعض المدن بالفعل المزايا الطبية لكبار السن، ما أثار احتجاجات، أيضاً الخدمات الحيوية الأخرى في خطر.

وجاء إعلان تحصيل ديون ووهان بعد أيام فقط من معاناة أذرع التمويل الرسمية في كونمينغ، عاصمة مقاطعة يونان، في جمع أموال كافية لدفع ما يدينون به لحملة سنداتهم، أيضاً يونان هي واحدة من أكثر المقاطعات مديونية في البلاد، إذ بلغت نسبة ديونها المستحقة إلى الدخل المالي أكثر من 1000 في المئة العام الماضي.

ووهان وكونمينغ ليستا الحكومتين الوحيدتين اللتين كشفتا عن حجم مشكلات ديونهما؛ اعترفت قويتشو (وهي واحدة من أفقر مقاطعات الصين) علناً بالفشل في أبريل نيسان في محاولتها فرز مواردها المالية، وناشدت بكين المساعدة في تجنب التخلف عن السداد.

في ووهان، يشمل المدينون شركات كبرى مثل «دونغفينغ ووهان لايت فيهكل»، التي تسيطر عليها هيئة تنظيم الأصول الحكومية في المدينة، وشركة «يوني بريزيدنت إنتربرايز»، وهي شركة تايوانية عملاقة للأغذية والمشروبات لها عمليات كبيرة في الصين.

(لورا هي، CNN)