تتخذ وزارة الخزانة الأميركية إجراءات ملحّة تستوجبها الأوقات العصيبة، إذ من المقرر -لأول مرة منذ عام 2007- أن تبيع أدوات دين لأجل يوم واحد بقيمة 15 مليار دولار في عطاء يوم الجمعة، وسيكون العطاء مفتوحاً للعامة بحد أدنى 100 دولار للشراء، والإصدار في الخامس من يونيو حزيران.
وهبطت أرصدة وزارة الخزانة من السيولة النقدية إلى نحو 37 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ عام 2017، ومنذ تخطي سقف الدين في يناير كانون الثاني، لم تتمكن وزارة الخزانة من اقتراض المزيد من الأموال لدفع فواتيرها، وكانت وزيرة الخزانة جانيت يلين قد حذرت مراراً إذا لم يرفع المشرعون سقف الديون بحلول الخامس من يونيو حزيران، فإن أموال الخزانة ستنفد ولن تكفي لسداد التزاماتها بالكامل.
ويبدو أن الكونغرس في طريقه لتجنب سيناريو التخلف عن السداد، إذ أقر مجلس النواب اتفاق سقف الديون الذي توصل إليه رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي مع الرئيس جو بايدن يوم الأربعاء، وأصبح مصير هذا الاتفاق الآن في أيدي مجلس الشيوخ وبايدن، اللذين تعهّدا بالتوقيع عليه بسرعة ليصبح قانوناً.
وتتراوح آجال استحقاق أدوات دين قصيرة الأجل بين بضعة أيام وسنة، وهي تستخدم للمساعدة في إدارة احتياجات التمويل قصيرة الأجل لوزارة الخزانة.
ولكن إصدار أدوات دين قصيرة الأجل غير منتظم على عكس عطاءات أذون الخزانة التي تصدر على أساس أسبوعي وشهري، وأصدرت وزارة الخزانة العام الماضي أكثر من 30 عطاءً لأدوات الدين قصيرة الأجل.
ومن غير المعتاد أن تصدر وزارة الخزانة أدوات دين قصيرة الأجل ليوم واحد، فعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، لم تعقد الوزارة سوى ستة عطاءات فقط لهذا النوع من أدوات الدين.
وتميل عوائد أدوات الدين قصيرة الأجل ليوم واحد إلى أن تكون أعلى من أذون الخزانة العادية، باعت وزارة الخزانة يوم الخميس أدوات دين قصيرة الأجل لمدة ثلاثة أيام بقيمة 25 مليار دولار بعائد 6.15 في المئة، وهو أعلى من عوائد جميع أذون الخزانة المتداولة.
قال كبير محللي الاستثمار في «أليانز إنفستمنت مانجمنت» تشارلي ريبلي إنه «من المحتمل ألا تكون هناك مشكلة بالنسبة لوزارة الخزانة في وجود مشترين نظراً لأن آجال الاستحقاق القصيرة تتناسب مع صناديق سوق النقد أو المؤسسات الأخرى التي تسعى لاستثمار الأموال خلال عطلة نهاية الأسبوع».
(إليزابيث بوتشوالد – CNN)