تُظهر بيانات سوق العمل الأخيرة أن المزيد من الشركات قد اتخذت قراراً بالحفاظ على أعداد الموظفين حتى مع الأوضاع الصعبة، و الركود الاقتصادي المحتمل.

قالت كبيرة الاقتصاديين في «كونفرنس بورد»، دانا بيترسون، «أعتقد أن هناك قدراً كبيراً من الاكتناز في سوق العمل، ولهذا السبب لم نشهد هذا الانهيار الكبير فيه لأن هناك بعض الصناعات التي تحاول تعويض الخسائر الوبائية؛ ومن ثم يكون لديك عدد كامل من الأنشطة التجارية التي تتمسك بالأشخاص، وتنتظر حدوث الأشياء السيئة ثم تختفي حتى يتمكنوا من العودة إلى العمل».

أصبحت أعداد الموظفين مستقرة بشكل متزايد في الشركات الأميركية، وفقاً لاستطلاع «كونفرنس بورد» للرؤساء التنفيذيين، بالإضافة إلى استطلاع منفصل أصدرته «بيزنس راوند تيبل» يوم الأربعاء.

أظهر كلا التقريرين اللذين تتبعا معنويات الرؤساء التنفيذيين خلال الربع الثاني، أن خطط التوظيف للمديرين التنفيذيين قد تضاءلت، وأن توقعات تخفيض القوة العاملة الصافية ارتفعت إلى حد ما، وازداد عدد أولئك الذين توقعوا تغييراً طفيفاً أو معدوماً في عدد الموظفين.

قالت بيترسون في مقابلة مع شبكة «CNN» إن «الرؤساء التنفيذيين قالوا منذ عام على الأقل إنهم يتوقعون حدوث ركود في الولايات المتحدة، لكنه سيكون سطحياً وقصيراً، لذا إذا كنت تعتقد أن الركود لن يكون سيئاً للغاية، ولن يكون طويلاً، وأنفقت الكثير من المال في محاولة جذب العمال والاحتفاظ بهم، فمن غير المرجح أن تتركهم يذهبون».

إشارات البيانات

عوّضت غالبية الصناعات خسائرها وعادت إلى مستويات التوظيف السابقة للجائحة أو تجاوزتها، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل. على هذا النحو، يظهر سوق العمل بشكلٍ عام المزيد من علامات الركود.

قال كبير الاقتصاديين الأميركيين في «بنك أوف أميركا»، ستيفن جونو، إن «أحد المجالات التي يظهر فيها ذلك بوضوح هو بيانات إعانات البطالة، خاصة مع استمرارها في اتجاه تصاعدي منذ الخريف الماضي».

وأضاف «لذلك إذا فقدت وظيفتك، فربما لا ترى معدل إعادة التوظيف نفسه الذي كنت عليه سابقاً في فترة التعافي من الجائحة».

تظهر بيانات دوران العمالة أيضاً اتجاهاً مشابهاً، بدءاً من أبريل نيسان، كان معدل التعيينات الجديدة وكذلك العمال الذين تركوا وظائفهم كنسبة مئوية من إجمالي العمالة مطالباً لمعدلات فبراير شباط 2020، وفقاً لبيانات استقصاء فرص العمل ودوران العمالة الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل.

ومع ذلك، انخفض معدل التسريح إلى 1 في المئة، ليهبط فوق أدنى مستوى له على الإطلاق، وظل أقل من 1.3 في المئة متوسط ما قبل الجائحة.

كما انخفض متوسط ساعات العمل منذ أن بلغ ذروة 35 ساعة في يناير كانون الثاني 2021. في مايو أيار 2023، بلغ هذا المتوسط 34.3 ساعة.

التمسك بأصحاب المهارات

شهد مات بيغلو، رئيس شركات ملابس أميركية الصنع، تراجعاً في مبيعات التجارة الإلكترونية للشركة التي تصنع الملابس وتبيعها، لكن الشركة كانت محظوظة لأن متاجرها للبيع بالتجزئة تقع في وجهات سياحية وتمكنت من الاستفادة من طفرة السفر بعد الجائحة، على حد قوله.

وبينما يراقب بيجلو عن كثب التراجع في الطلب على الملابس، فإنه يحافظ على مشاركة الموظف ويحاول شخصياً قضاء ساعة في الأسبوع مع كل موظف. قائلاً «عندما يكون لديك أشخاص طيبون يؤمنون بمهمتك ويظهرون قيمك، فمن الواضح أنك سترغب في تجاوز هذه الانكماشات المؤقتة.. رأس المال البشري لا يمكن الاستغناء عنه».

وأضاف «ليس سراً أن صناعة الملابس فقدت نجاحها في الولايات المتحدة بشكل جماعي في العقود الأخيرة، لذلك عندما تتاح لنا الفرصة لتوظيف شخص لديه خبرة في الخياطة، أو غيرها، فإننا نفعل ذلك دون تردد».

(أليسيا والاس – CNN)