خفّضت الصين سعر فائدة رئيسياً يوم الخميس، وهو الخفض الثاني هذا الأسبوع بعد سلسلة من البيانات الرسمية التي قد رسمت صورة قاتمة للتعافي بعد كوفيد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

خفّض بنك الصين الشعبي سياسته الرئيسية لسعر الفائدة، وهو سعر الإقراض متوسط الأجل، من 2.75 في المئة إلى 2.65 في المئة، إذ يحدد معدل عام واحد تكلفة إقراضه للبنوك.

كان هذا أول تخفيض لسعر الفائدة منذ أغسطس آب الماضي، وكان متوقعاً إلى حدٍ كبير بعد التخفيض المفاجئ من قِبل البنك المركزي يوم الثلاثاء لسعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام في الصين.

كما خفّض معدل إعادة الشراء أيضاً بنسبة 0.1 نقطة مئوية إلى 1.9 في المئة، وهو الأول منذ أغسطس آب.

ستعزز هذه الخطوة السيولة في النظام المصرفي وتجعل القروض قصيرة الأجل أرخص، إذ يواصل المسؤولون محاولة دعم الاقتصاد المتعثر.

معركة شاقة

سلّطت بيانات حكومية جديدة يوم الخميس، الضوء على المعركة الشاقة التي تواجهها البلاد، مع تراجع المتسوقين وتباطؤ المصانع.

ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 12.7 في المئة في مايو أيار مقارنة بالعام الماضي، إلّا أن نسبة الزيادة تراجعت من 18.4 في المئة في الشهر السابق وجاءت أقل مما كان يتوقعه الاقتصاديون، ونما الإنتاج الصناعي بنسبة 3.5 في المئة، بما يتماشى مع التقديرات، لكن النمو كان أضعف مما كان عليه في أبريل نيسان.

وفي الوقت نفسه، هناك المزيد من الشباب في البلدات والمدن الصينية عاطلون عن العمل، وبلغ معدل البطالة بين الشباب في الحضر، الذي سجل بالفعل مستويات قياسية، مستوى مرتفعاً جديداً آخر في مايو أيار، إذ وصل إلى 20.8 في المئة.

كان هذا ارتفاعاً طفيفاً عن بيانات أبريل نيسان، التي أظهرت أن معدل البطالة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً قد وصل إلى 20.4 في المئة، ولم تتضمن البيانات الرسمية نسبة البطالة في المناطق الريفية.

في زيارة أخيرة إلى الصين، أعرب جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك «جيه بي مورغان»، عن قلقه بشأن هذا الرقم، وقال في مقابلة تلفزيونية لبلومبيرغ، «هذا رقم مخيف.. إنهم بحاجة إلى نمو (اقتصادي)».

قد يزداد معدل بطالة الشباب سوءاً عندما يدخل 11.6 مليون طالب جامعي إلى سوق العمل هذا الصيف، وفقاً لتقديرات وزارة التعليم في وقتٍ سابق من هذا العام.

قال كبير الاقتصاديين الصينيين في ماكواري، لاري هو، إن غالبية البيانات الاقتصادية الأخيرة «أقل من الإجماع المنخفض بالفعل»، مشيراً إلى أن الضعف زاد من «الحاجة الملحة لمزيد من التحفيز».

وكتب في تقرير يوم الخميس، «تشير التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة إلى أن صانعي السياسة يشعرون بوضوح بالحاجة الملحة إلى زيادة دعم السياسة».