على الرغم من تباطؤ معدل التضخم إلى أربعة في المئة في مايو أيار، وهو أدنى مستوياته منذ عامين، لكن يبدو أن عادات الادخار لدى الأميركيين تأثرت جراء الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لعشر مرات متتالية منذ مارس آذار 2022، في إشارة إلى ركود اقتصادي يلوح في الأفق.

ووفقاً لتقرير «كيف تدّخر أميركا» من شركة «فانغارد» للاستثمار، فإن متوسط أرصدة حسابات المشاركين الذين يصلون إلى خمسة ملايين مشارك بمتوسط عمر 43 عاماً، انخفض بنسبة 20 في المئة منذ نهاية عام 2021، مدفوعاً بشكل أساسي بالانخفاض في أسواق الأسهم والسندات على مدار العام.

تبدو الأرقام أسوأ إذا أخذنا في الاعتبار متوسط الرصيد، الذي كان فقط 27376 دولاراً في العام الماضي، مقابل 35345 دولاراً في عام 2021.

ووجد التقرير أن 2.8 في المئة من المشاركين، أجروا عمليات سحب للأموال أو الاقتراض بسبب الصعوبات الاقتصادية، وهي أعلى نسبة منذ عام 2018.

وأشار التقرير إلى أن ثُلث عمليات السحب جاءت لتفادي حبس الرهن أو الإخلاء من المنزل، ونحو الثُلث الآخر كان بسبب النفقات الطبية.

غالباً ما يوصي المخططون الماليون المعتمدون الأشخاص بالبدء في الادخار مبكراً في حياتهم المهنية، حتى تتغير عادات الادخار لديهم، كما يجب عليهم تخصيص من 12 في المئة إلى 15 في المئة سنوياً من دخلهم قبل الضرائب للادخار.

وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قد شدد على استمرار البنك في محاربة معدل التضخم، على الرغم من تثبيت أسعار الفائدة، لأول مرة منذ 15 شهراً.

وقال «إذا حقق الاقتصاد نمواً كما هو متوقع، فإن متوسط أسعار الفائدة الفيدرالية سيكون عند 5.6 في المئة بحلول نهاية العام الجاري»، مستبعداً خفض الفائدة هذا العام.

وأضاف أنه سيكون من المناسب خفض أسعار الفائدة في الوقت الذي ينخفض فيه التضخم بشكلٍ كبير، وهو ما يراه خلال بضع سنوات من الآن، لكن الاحتياطي الفيدرالي لم ينجح في كبح التضخم إلى نحو 2 في المئة، إذ يبلغ حالياً ضعف ما يستهدفه، وفقاً لتقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو أيار، إلّا أن النسبة الحالية تمثّل تحسناً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، عندما بلغ التضخم ذروته عند 9 في المئة على أساس سنوي.

(جاين سهادي – CNN)