جولات مكوكية لوزيرة الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في كوريا الجنوبية، لي يونغ، استهدفت خلالها مدينتي دبي والرياض، بغية تفعيل الشراكات الاقتصادية الموقّعة بين كوريا والإمارات والسعودية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوفير التمويل اللازم للشركات الناشئة في كوريا الجنوبية.

العمود الفقري للاقتصاد الكوري

تشكّل كوريا الجنوبية نموذجاً خاصاً، إذ يعتمد اقتصادها بشكلٍ شبه كامل على الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة التي تشكّل 99 في المئة من إجمالي عدد الشركات العاملة في كوريا وهي توظف نحو 82 في المئة من القوى العاملة، وتسهم بنحو 48 في المئة في عمليات التصدير، وفق آخر الإحصاءات المتوفر على موقع وزارة الشركات الصغيرة والمتوسطة في كوريا الجنوبية.

وتقول إنجي شوي، المدير التنفيذي لشركة «إم سي إينوفيشن» المتخصصة في الترويج للشركات الكورية الجنوبية من خلال المؤتمرات ولقاءات العمل الثنائية لـ« CNNالاقتصادية»، «تتمثل أهمية هذه الزيارة في تطوير العلاقات بين الشركات الصغيرة والمتوسطة بكلا البلدين».

وأضافت «أن المنتجات الكورية تمتاز بجودتها واستخدامها لأحدث الابتكارات التكنولوجية، وأثبتت الشركات الناشئة الكورية قابليتها للنمو وقدرتها على توظيف التكنولوجيا المتقدمة، ومن هذا المنطلق، تمثّل نقطة جذب أساسية للأعمال والتجارة والاستثمار».

وتنصب اهتمامات المستثمرين ومسرعات الأعمال وصناديق رأس المال المخاطر في منطقة الخليج والشرق الأوسط، كما شرحت شوي توثيق التعاون مع الشركات الكورية والبحث عن فرص تمويل تعزز من نمو أعمالها.

ويشاركها جون يونغ بي -المسؤول عن برنامج المسرعات في «بن فانتتشور» الرأي، واصفاً البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في كوريا بالمتطورة.

ولفت بي إلى أن هدف برنامج «ديب تاك اينوفيشن،» الذي يتم تنفيذه تحت رعاية معهد كوريا لتنمية الشركات الناشئة ورواد الأعمال هو دعم تأسيس أكثر من 1000 شركة كورية ناشئة خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيراً إلى أن هذه الشركات تبحث عن فرص تمويل من مستثمرين إماراتيين وخليجيين.

واستشهد بي باليونيكورن الكوري Coupang المتخصص في التجارة الإلكترونية، والذي أدرجت أسهمه على ناسداك منذ عدة سنوات كأحد التجارب الناجحة التي تؤكد قدرة الشركات الكورية الناشئة في بلوغ اقتصاد الحجم لتكون شركات يونيكورن بامتياز.

نظام استثماري محفز

وتشكّل دول الخليج بوابة عبور مهمة لشركات كوريا الجنوبية إلى منطقة الشرق الأوسط.

وقالت لي يونغ في حديث سابق «إن سوق الشرق الأوسط تشكّل فرصاً لامتناهية للشركات الكورية الصغيرة والمتوسطة، والوزارة ستعمل على دعم دخول الشركات الكورية إلى هذه الأسواق وضمان استمراريتها من خلال تكثيف التعاون».

وتتطلع دول الخليج إلى قطاعات حيوية في كوريا الجنوبية لا سيّما المتعلقة بالاقتصاد الجديد والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والزراعة الذكية، والصحة، والطاقة، والإعلام وصناعة المحتوى.

كانت كوريا والسعودية قد وقّعتا أخيراً على إنشاء صندوق مشترك بقيمة 160 مليون دولار تسهم كوريا الجنوبية فيه بـ10 ملايين دولار، كما نقلت منصة «ومضة» المتخصصة في احتضان بيئة لأعمال الشركات الناشئة.

من المتوقع أن تشهد الاستثمارات البينية زخماً في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية، لا سيّما أن دولة الإمارات أعلنت أخيراً عزمها ضخ استثمارات تُقدّر بـ110 مليارات درهم (30 مليار دولار أميركي) خلال السنوات الخمس المقبلة في السوق الكورية، كما أعرب عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتي.

ولا تزال الإمارات تدرس كيفية توزيع هذه المخصصات من خلال درس الفرص المتاحة، إذ علمت الـ« CNNالاقتصادية» من مصدر وزاري أن هناك لجنة مشتركة ستزور كوريا الجنوبية خلال النصف الثاني من العام الحالي لاستكمال الشراكات الحالية ودراسة الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة.

يذكر أن سيول تتحضر لاستضافة فعاليات مؤتمر «كوم أب 2023 (Comeup 2023) الذي سيُعقد في نوفمبر تشرين الثاني الجاري في كوريا الجنوبية بمشاركة أكثر من 100 متحدث و62 ألف زائر وهو من بين أهم الحدث -المهرجان بالنسبة للشركات الناشئة.