تعهدت يوم الأربعاء أكثر من 400 شركة عالمية بدعمٍ لإعادة بناء الاقتصاد الذي مزقته الحرب في مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في العاصمة البريطانية لندن.

«سيتي» و«سانوفي» و«فيليبس» من بين الشركات التي وقعت على ميثاق الأعمال الأوكراني، ما يشير إلى نيتها في تعزيز الاستثمار في البلاد.

كما حددت الحكومة البريطانية حزمة دعم لأوكرانيا، تتضمن ثلاثة مليارات دولار من الضمانات الجديدة لتسيير قروض البنك الدولي و240 مليون جنيه إسترليني، ما يعادل 305 ملايين دولار أميركي من المساعدة الثنائية.

فيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المؤتمر إن الولايات المتحدة سترسل 1.3 مليار دولار إضافية من المساعدات المالية لأوكرانيا «لإصلاح شبكة الطاقة» وتحديث غيرها من البنية التحتية المهمة.

وتواجه أوكرانيا تحدياً هائلاً لجمع الأموال، وهو تحدٍّ لن تتمكن الحكومات ومؤسسات تمويل التنمية من مواجهته دون مساعدة مستثمري القطاع الخاص، وقدر البنك الدولي في مارس أذار أن تكلفة إعادة بناء أوكرانيا بعد عام واحد من بداية الحرب بلغت 411 مليار دولار أميركي، وهو مبلغ ضخم ويزداد مع استمرار الصراع، ما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بطلب المشورة من «بلاك روك» و«جيه بي مورغان» بشأن صندوق التنمية الأوكراني، كونه وسيلة تسعى لجمع رأس المال من مستثمري القطاعين العام والخاص من أجل إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني.

ويرى مستثمرو القطاع الخاص «فرصة هائلة» في الاستثمار في مستقبل أوكرانيا بعد الحرب، وفقاً لرئيس أسواق الديون لوسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في «جيه بي مورغان» ستيفان ويلر.

وقال ويلر، الذي سافر إلى كييف في فبراير شباط، لشبكة «CNN» إنه معجب «بالنظرة التطلعية» التي تتمتع بها الحكومة الأوكرانية لفترة ما بعد الحرب.

لا يزال صندوق التنمية الأوكراني في مراحل التخطيط ولا يُتوقع أن يبدأ في العمل حتى انتهاء النزاع، لكنه يواجه اختباراً حاسماً يوم الأربعاء، في ترقب الدعم من الحكومات والمستثمرين الذين يحضرون مؤتمر لندن.

قال الرئيس المشارك للذراع الاستشارية للأسواق المالية في شركة «بلاك روك» براندون هول «إنها فرصة للترابط مع فكرة الصندوق ومهمته، وهي جذب أكبر قدر ممكن من رأس مال القطاع الخاص لإعادة إعمار أوكرانيا».

أوكرانيا تسعى لجذب الاستثمار الخاص

يهدف صندوق التنمية الأوكراني إلى جمع ما يسمى «التمويل الميسر» من الحكومات وبنوك التنمية، ومن ثم استخدامه لجذب الاستثمار الخاص.

ويمتاز «التمويل الميسر» بشروط أكثر ملاءمة ويمكن أن يصدر الديون بأسعار فائدة أقل من السوق، أو يطلب بموجبه المالكون والمساهمون حقوقهم بعوائد أقل.

وحددت الحكومة الأوكرانية خمس صناعات لتوجيه الاستثمارات الأولية من الصندوق إليها، وهم؛ البنية التحتية والطاقة والتصنيع والزراعة وتكنولوجيا المعلومات.

قال زيلينسكي في بيان حول الصندوق الشهر الماضي «سنكون قادرين على تقديم مشاريع مثيرة للاهتمام للاستثمار فيها، نريد أن نجذب الشركاء العالميين الذين يمكنهم تزويدنا باستثمارات كبيرة».

وفي حديثه في لندن يوم الأربعاء أضاف «في هذا المؤتمر، يجب أن ننتقل من الرؤية إلى الاتفاقيات، ومن الاتفاقيات إلى المشاريع الحقيقية».

كما كشف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك النقاب عن إطار «للتأمين ضد مخاطر الحرب»، بدعم من مجموعة الدول السبع، والذي سيساعد على الحد من الخسائر المحتملة التي يواجهها مستثمرو القطاع الخاص في أوكرانيا.

ويدفع المستثمرون من القطاعين العام والخاص بالفعل التمويلات في البلاد، على الرغم من أن نهاية الحرب قد تكون بعيدة بعض الشيء.

فازت شركة «هورايزون كابيتال»، وهي شركة أميركية خاصة للأسهم، بدعم من 12 مؤسسة رئيسية لتمويل التنمية لصناديقها التي تستثمر في التكنولوجيا الأوكرانية وشركات التصدير.

كان صندوق النمو الخاص بـ«هورايزون»، البالغ 254 مليون دولار أميركي، والذي أغلق في المساهمات الأولية في أبريل نيسان، وقتها أكبر صندوق أُنشئ للتركيز على دعم أوكرانيا منذ أن أطلقت روسيا غزواً شاملاً لجارتها، وفقاً للرئيس التنفيذي للشركة لينا كوزارني.

وكانت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي قدمت يوم الثلاثاء مقترحاً لحزمة دعم تصل إلى 50 مليار يورو، ما يعادل 55 مليار دولار أميركي، لأوكرانيا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الأربعاء إن الصندوق سيمول بمنح من ميزانية الاتحاد الأوروبي، وقروض جُمعت في أسواق رأس المال وعائدات من الأصول الروسية المجمدة.

قدر الاتحاد الأوروبي في أبريل نيسان ما جُمد من الأصول التابعة للبنك المركزي الروسي في دول مجموعة السبع بنحو 300 مليار دولار.

وقالت فون دير لاين إن اللجنة ستقدم اقتراحاً بشأن استغلال هذه الأصول قبل نهاية الصيف.

وفي الوقت نفسه، تخطط الأمم المتحدة لجمع 300 مليون دولار لصندوق الإنعاش المجتمعي لاستعادة الإسكان والبنية التحتية الحيوية، ودعم الشركات المحلية في أوكرانيا.

(هنا زيادي- CNN)