أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء وجهة النظر المتشددة بأن البنك المركزي لم ينته من كبح جماح التضخم، ويمكنه تنفيذ زيادات متتالية في أسعار الفائدة في اجتماعات السياسة النقدية القادمة.
وقال باول خلال جلسة استضافها البنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال، “إذا نظرت إلى بيانات الربع الأخير، فإن ما تراه هو نمو، وسوق عمل أقوى من المتوقع، وتضخم أعلى من المتوقع.. هذا يخبرنا أنه رغم أن السياسة مقيدة، فإنها قد لا تكون مقيدة بالشكل الكافي”.
وأضاف باول أن المسؤولين لم يقرروا كيف ومتى سيرفعون أسعار الفائدة، بما في ذلك ما إذا كانوا سيرفعون أسعار الفائدة في كل اجتماع آخر خلال بقية العام الجاري.
التكرار يفيد التأكيد
كرر باول تصريحات مماثلة في جلسات الاستماع في الكونغرس الأسبوع الماضي، قائلاً إن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال لديه المزيد من العمل لخفض التضخم الذي ظل أعلى بكثير من هدف البنك البالغ اثنين في المئة.
وصوت مسؤولو البنك المركزي الأميركي في وقت سابق من هذا الشهر لإيقاف مؤقت لزيادات أسعار الفائدة الأكثر عدوانية من قبل الاحتياطي الفيدرالي منذ عقود.
وأشارت توقعات أعضاء لجنة السياسة النقدية في يونيو حزيران إلى ما يصل إلى زيادتين إضافيتين بمقدار ربع نقطة مئوية في وقت ما من هذا العام، لكن ليس من الواضح متى ستكون هذه الزيادات.
كما أوضح بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في خطاباتهم الأخيرة أن الضغوط التضخمية مستمرة، مشيرين إلى التضخم الأساسي -الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والغاز المتقلبة- ولا يتباطأ بسرعة مقاربة لحركة التضخم العام.
بينما جادل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق بن برنانكي في ورقة يُستشهد بها كثيراً بأن سوق العمل كان له تأثير ثانوي، لكنه مستمر، ولا يمكن علاج التضخم إلا من خلال تباطؤ الاقتصاد أكثر، وهي حجة لمزيد من رفع معدلات الفائدة.
قادة البنوك المركزية يتفقون مع باول
إلى ذلك، أكد قادة البنوك المركزية الكبرى في العالم يوم الأربعاء أنهم يعتقدون أن هناك حاجة إلى مزيد من تشديد السياسة لترويض التضخم المرتفع بعناد، لكنهم ما زالوا يعتقدون أن بإمكانهم تحقيق ذلك دون التسبب في ركود صريح.
وعززت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة للمرة التاسعة على التوالي في منطقة اليورو في يوليو تموز.
وقال أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا إنه سيفعل ما هو مطلوب لخفض تسارع الأسعار في المملكة المتحدة.
كما فتح محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، الباب لإمكانية التخلي عن السياسة التسهيلية التي يتبعها بنك اليابان منذ سنوات.
وجاءت تصريحات قادة البنوك المركزية ضمن اجتماع سنوي لمحافظي البنوك استضافه المركزي الأوروبي في منتجع سينترا في البرتغال.
(بريان مينا – CNN).