تنطلق فعاليات قمة بريكس 2023 خلال الفترة بين 22 و24 أغسطس آب في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، إذ يجتمع قادة المجموعة التي تضم خمس دول، في ظل توقعات تشير إلى إمكانية زيادة ثروات هذه البلاد بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2027.

كانت دراسة نشرها بنك «كريدي سويس» ومجموعة «يو.بي.إس» مؤخراً قالت إن أكبر زيادات في الثروات في العام الماضي جاءت في روسيا والمكسيك والهند والبرازيل، بينما توقعت زيادة الثروات في بلدان مجموعة «بريكس»، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، بنحو 30 في المئة بحلول 2027، وفقاً لما أوردته رويترز.

ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ بزعماء أفارقة على هامش قمة بريكس 2023 للدفع بالتعاون الصيني الإفريقي في العصر الجديد، وتلك هي خامس زيارة له إلى جنوب إفريقيا منذ توليه الرئاسة في 2013.

يأتي لقاء شي بالزعماء الإفريقيين في قمة بريكس الخامسة عشرة لرؤساء الدول والحكومات، عقب قمة روسيّة إفريقيّة عقدت الشهر الماضي في سان بطرسبرغ، شهدت لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع 17 زعيماً إفريقياً.

قمة بريكس 2023 وثروات الاقتصادات الناشئة

تجمع مجموعة «بريكس» بعض الدول من ثلاث قارات، تتمتع باقتصادات متفاوتة النمو، ففي الوقت الذي ارتفع فيه الناتج المحلي الإجمالي للصين، تذبذب في كل من جنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا، بينما ارتفع بشكل طفيف في الهند، وفقاً لبيانات البنك الدولي.

على جانب آخر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو حزيران من العام الماضي، أن دول البريكس تعمل على تطوير عملة احتياطية جديدة على أساس سلة العملات للدول الأعضاء فيها، سعياً لوقف هيمنة الدولار في التبادلات التجارية عالمياً، بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في يناير كانون الثاني، إن المسألة ستناقش في قمة بريكس 2023 التي ستعقد في جنوب إفريقيا، وفقاً لوكالة «تاس» الروسية.

كما تحاول المجموعة مواجهة هيمنة الدول المتقدمة على الاقتصاد العالمي، وفقاً لرويترز، فقد ظهرت تفاصيل قليلة حول أجندة قمة بريكس 2023، بما في ذلك توسيع التحالف، ومناقشة معايير القبول، خاصة بعدما أعربت 40 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، بعد جنوب إفريقيا.

أما بالنسبة للصين وهي ثاني أكبر اقتصاد عالمي، فهي تسعى إلى توسيع نفوذها في الوقت الذي تحتدم فيه الخلافات التجارية والجيوسياسية مع الولايات المتحدة.

من جهتها، تحرص روسيا -متطلعة إلى التغلب على عزلتها الدبلوماسية بسبب الغزو على أوكرانيا- على ضم أعضاء جدد.

ومن المتوقع أيضاً أن تناقش المجموعة كيفية تعزيز جمع الأموال بالعملة المحلية والإقراض داخل بنك التنمية الجديد.

يبدو أن التحالف يمكنه أن يضم العديد من الدول التي تشترك في الهدف ذاته، إذ انضمت الإمارات العربية المتحدة، وبنغلاديش، وأوروغواي إلى بنك التنمية الجديد التابع للتحالف، في أواخر 2021، بينما انضمت مصر رسمياً إليه في نهاية مارس آذار الماضي، بعد تصديق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على وثيقة الانضمام التي نشرتها الجريدة الرسمية للبلاد.

يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار مقابل عملات الأسواق الناشئة منذ الغزو الروسي على أوكرانيا، ومن ثم رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لمحاربة التضخم في أوائل العام الماضي، ما زاد من عبء الديون على دول المجموعة.

وعلى عكس التصريحات الروسية السابقة حول عملة مشتركة للمجموعة، فقد نفى دبلوماسي كبير في جنوب إفريقيا، في حديثه لرويترز وجود حديث عن عملة مشتركة خلال قمة بريكس 2023 في جوهانسبرغ.

من المرجح أن يناقش القادة كيف يمكنهم تحسين العلاقات الاقتصادية بين اقتصاداتهم المتنوعة، بينما يتناقشون حول فرص التجارة والاستثمار في قطاعات مختلفة سواء الطاقة أو تطوير البنية التحتية، أو الاقتصاد الرقمي وسوق العمل.

في اليوم الأخير من قمة بريكس 2023 سيركز القادة على المحادثات مع قادة الدول الأخرى، إذ قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور إن القمة ستهتم بشكل خاص بالعلاقة بين دول البريكس والدول الإفريقية للتوافق مع موضوع القمة «بريكس وإفريقيا».

بداية مجموعة «بريكس»

ظهر مصطلح « بريكس» لأول مرة عام 2001، عندما نشر جيم أونيل الاقتصادي لدى بنك «غولدمان ساكس» تقريراً بعنوان «بريك: بناء اقتصاد عالمي أفضل»، ليضع اختصاراً للبلدان الأربعة التي ستُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وهي البرازيل وروسيا والهند والصين.

كانت الصين تمثّل آنذاك نصف الناتج المحلي الإجمالي الأصلي للكتلة المكونة من أربع دول، قبل انضمام جنوب إفريقيا عام 2010، ليتحول إلى تحالف الخمس دول «بريكس».