تقوم وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموندو بزيارة الصين في الأسبوع المقبل، في لحظة حرجة بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، وبالنسبة لعلاقة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع البلد وقادته.

اقتصاد الصين في وضع صعب، ويخشى بعض الاقتصاديين ومحللي السوق من أنه يمكن أن تنتشر العدوى خارج حدود البلاد.

أسعار المستهلك في الصين في انخفاض، وأزمة العقارات تتعمق، والصادرات تنخفض، وبطالة الشباب تصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وسوق الأسهم في هونغ كونغ تراجعت بأكثر من 20 في المئة عن ذروتها في يناير، وفي الأسبوع الماضي، تراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له خلال 16 عاماً، وبينما يمكن أن تساعد كل هذه الأمور في السيطرة على التضخم في الولايات المتحدة، فإنها ترفع أيضاً مخاطر حدوث ركود.

المسؤولون يتخذون إجراءات من خلال خفض أسعار الفائدة ومحاولة تعزيز سوق العقارات، ولكن الاقتصاديين قالوا إن حكومة الرئيس شي جين بينغ لم تتدخل بما فيه الكفاية، وإن تدخلها يفتقر إلى حزمة التحفيز التي ساعدت اقتصاد الصين على الانتعاش من الأزمة المالية العالمية.

وفي الوقت نفسه، تواصل الصين قمع الشركات الأميركية والأجنبية الأخرى التي تقوم بأعمال تجارية في البلاد، وتتصاعد المعركة التي تستدعي مثل هذه التكنولوجيات كالذكاء الاصطناعي وغيرها، والتي تعتقد الحكومات في جميع أنحاء العالم أنها ضرورية للأمن القومي.

وتتبع زيارة رايموندو إلى بكين وشانغهاي، التي تجري من 27 – 30 أغسطس آب، زيارات مؤخرة من عدة مسؤولين في إدارة بايدن الآخرين، بمن في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين ومبعوث الرئيس للمناخ جون كيري، كما التقى الرئيس جو بايدن بشي في نوفمبر تشرين الثاني.

«تتطلع الوزيرة رايموندو إلى مناقشات بنّاءة حول قضايا تتعلق بالعلاقة التجارية الأميركية الصينية، والتحديات التي تواجه الشركات الأميركية، ومجالات التعاون المحتملة»، وفقاً لإعلان وزارة التجارة يوم الثلاثاء، وستلتقي الوزيرة كبار المسؤولين الحكوميين الصينيين وقادة الأعمال الأميركيين، وفقاً للوزارة.

قبل زيارة رايموندو، أعلنت وزارة التجارة عن إزالة 27 شركة صينية من قائمة السيطرة على التصدير الأميركية، وأثنت وزارة التجارة الصينية على ذلك القرار.

«هذا يسهم في التجارة العادية بين الشركات الصينية والأميركية، ويتماشى مع المصالح المشتركة للجانبين»، وفقاً لبيان الوزارة، «من الممكن تماماً العثور على حل يفيد الشركات من الجانبين».

إلى جانب وزارة الخزانة والممثل التجاري الأميركي، تساعد وزارة التجارة التابعة لرايموندو في وضع سياسة التجارة العالمية لأميركا؛ وهي نقطة خلافية في العلاقات الأميركية الصينية منذ أن زادت إدارة الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية على مجموعة متنوعة من السلع القادمة من الصين.

ولكن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، قال للصحفيين يوم الثلاثاء إن المسؤولين «لا يعتبرون هذه الرحلات متعلقة بتحقيق نتائج ملموسة أو نتائج سياسية معينة».

«نحن نعتبرها وسيلة لإدارة علاقة معقدة، وعلاقة تنافسية بحيث لا يتحول هذا التنافس إلى صراع، وذلك يتطلب الدبلوماسية والمشاركة والتفاعل على مستوى عالٍ، حتى يفهم كل جانب ما يقوم به الآخر وما لا يقوم به»، قال سوليفان «لا نرسل مسؤولين كبار إلى الصين لتغيير الصين، ولا نتوقع أن تغير هذه المحادثات الولايات المتحدة».

ستبدي وزيرة التجارة الضغط على المسؤولين بشأن القرارات الاقتصادية والأمنية الوطنية، ولكن الإدارة لا تتوقع «نتائج كبيرة» من زيارة رايموندو، وفقاً لما قاله سوليفان.

الحفاظ على الحوار مع زيادة التنافس

في الزيارات السابقة، سعى مسؤولو إدارة بايدن الآخرون إلى إعادة فتح خطوط الاتصال وتخفيف التوترات التي زادت بين البلدين في السنوات الأخيرة، وقد قالت إدارة بايدن إنها ترغب في الحفاظ على الحوار مع الصين لمنع التنافس من التحول إلى صراع.

ومع ذلك، تستمر كلتا الدولتين في تفتيت الروابط الاقتصادية الحيوية التي تربط بين أكبر اقتصادين في العالم، في وقت سابق من هذا الشهر، أوضح البيت الأبيض قواعد جديدة لتقييد الاستثمارات الأميركية في صناعات التكنولوجيا المتقدمة في الصين، بما في ذلك صناعة الشرائح الإلكترونية، وقد أظهرت بكين عدم الثقة المتزايدة في الشركات الأجنبية، وقد سعى العديد من المسؤولين الكبار لفتح الباب الأحمر أمامها للاستثمار في الصين في ظل تباطؤ اقتصادي.

يوم الثلاثاء، فرضت الصين غرامة بقيمة نحو 1.5 مليون دولار على مينتز غروب، شركة أميركية متخصصة في دراسات الجدوى، لإجراء أعمال إحصائية غير معتمدة في البلاد، إنها جزء من حملة الصين الوطنية المستمرة ضد شركات الاستشارات في إطار الأمن القومي.

وفي أواخر أبريل نيسان، شددت بكين قانونها لمكافحة التجسس ووسعت قائمة الأنشطة التي يمكن اعتبارها تجسساً، ما زاد المخاطر التي تواجهها الشركات الدولية.

تأتي زيارة رايموندو أيضاً في أعقاب الكشف عن تسلل قراصنة مقرهم في الصين إلى رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة التجارة.

(كايلي أتوود وجيريمي دايموند CNN)

ساهم في التقرير لورا هي وشون دينغ