سلَّط اليوم الثاني للنسخة السابعة من فعاليات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، الضوء على أهم القطاعات الواعدة التي يمكنها دعم الاقتصاد العالمي، خاصةً مع حالة عدم اليقين التي يشهدها العالم إثر التحديات المتتالية المتمثلة في الصراعات المسلحة، وارتفاع أسعار الفائدة ومعدلات التضخم العالمية، إضافة إلى الأزمة المناخية.
توقعات نمو الاقتصاد الصيني
بينما تتجه أنظار العالم نحو الشرق، توقع بنك التنمية الآسيوي نمواً بنسبة 4.8 في المئة للاقتصاد الصيني خلال عامي 2023 و2024.
وكان الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار، ريتشارد أتياس، قد قال قبل انطلاق المنتدى إن مؤشر مستقبل الاستثمار هذا العام يعكس التحولات العالمية في القوة الاقتصادية نحو الشرق، إذ تلعب الصين والهند والدول التجارية في جنوب شرق آسيا دوراً محورياً.
وأوضح أن المنتدى يتضمن سبعين متحدثاً من القارة الآسيوية، منهم 40 من الصين.
من جهتها، قالت تونغ لي، رئيسة بي أو سي إنترناشيونال القابضة، في المنتدى إن الاقتصاد الصيني على الرغم من الجائحة فإنه تمكن من تجاوز المعدل العالمي، ما يثبت قوته، لذلك «نتوقع أن ينمو بنحو خمسة في المئة خلال العام الجاري».
وقال كيشيرو ناكامورا، المدير التنفيذي، ورئيس الأعمال والخدمات المصرفية العالمية في إس إم بي سي، إن توزيعات سلاسل الإمداد تسهم في العائدات الاستثمارية للصين، كما يشهد القطاع الصناعي نمواً، وأصبح عاملاً لجذب الاستثمارات إلى الداخل.
تأتي هذه التوقعات للاقتصاد الصيني، لتخالف استمرار المخاوف بشأن استدامة تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، على الرغم من أن الدلائل تشير إلى بدء استقراره.
وكان صندوق النقد الدولي خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني بنسبة 0.2 نقطة مئوية، و0.3 نقطة مئوية لعامي 2023 و2024، لتصل إلى خمسة في المئة و4.2 في المئة على الترتيب؛ بسبب أزمة العقارات وضعف الطلب الخارجي.
بريكس على طاولة النقاشات
في أغسطس آب الماضي، شهدت فعاليات قمة بريكس 2023 التي أقيمت في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، الإعلان عن انضمام الإمارات والسعودية ومصر للمجموعة، التي تشمل الصين والبرازيل والهند وروسيا وجنوب إفريقيا، وازدادت التكهنات حول عملة بريكس سعياً للحد من هيمنة الدولار في السوق العالمية.
كان لهذه العملة مكان بين نقاشات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، إذ قال أنيش شاه، الرئيس التنفيذي لمجموعة ماهيندرا الهندية، إن انضمام دول جديدة إلى المجموعة بما فيها السعودية، يعني الكثير بالنسبة للمجموعة، وسيقويها بشكل أكبر؛ لمواجهة تحديات اليوم، كما سيصبح المستقبل أكثر ديناميكية.
وباستفتاء آراء الحضور حول قوة عملة بريكس المحتملة في مواجهة الدولار، لم يجد الأمر تأييداً تاماً، الأمر الذي نفته ماجدة ويرزيكا، الرئيس التنفيذي لشركة سيغنيا لإدارة الأموال والاستثمارات، موضحة أن جوهر المجموعة يأتي من قوة بنك التنمية الجديد المعروف باسم بنك بريكس وهو البنك الذي سيسهم في تمكين الدول الأقل نمواً، والأقل من ناحية الكثافة السكانية.
القطاعات الواعدة
قال تايلر ديكسون، رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية في شركة سيتي، ضمن مشاركته بالمنتدى إن هناك ثلاثة قطاعات واعدة جاذبة للاستثمارات يمكنها أن تشكل الاقتصاد العالمي في المستقبل، وهي: التطور التكنولوجي المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية، الذي يشمل تعزيز الصحة العامة إلى جانب علاج الأمراض، ما يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في هذا القطاع.
وأضاف أن القطاع الثالث الذي يمكنه تشكيل مستقبل الاستثمارات هو تحول الطاقة، موضحاً أنه يتطلب استثماراً هائلاً في المناخ قد تبلغ قيمته نحو 125 تريليون دولار لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
وفي إطار اهتمام المنتدى بالطاقة النظيفة لبحث الحلول اللازمة للأزمة المناخية، تناول المتحدثون بعض الفرص الواعدة لدعم سبل الاقتصاد الأزرق، وتمكين القطاع المالي، والاستثمار في المحيطات وتغير المساحات البحرية.
كما أطلقت الأميرة ريما بنت بندر سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية مبادرة (ويف) لتسريع تعافي البحار وإعادة التوازن البيئي.
وقالت في كلمتها أثناء المنتدى إن المحيطات والبحار تلعب دوراً أساسياً في حياة وصحة ورفاهية البشرية، ولها تأثير مباشر على صحة وعافية الاقتصاد العالمي كله.
وانطلقت أعمال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته السابعة تحت عنوان (البوصلة الجديدة)، يوم الثلاثاء على أن تنتهي يوم الخميس، بمشاركة ستة آلاف شخص، من 90 دولة، وأكثر من 500 متحدث.
