يخطط دونالد ترامب للمنافسة على ولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، فماذا تكشف لنا حملته الانتخابية وتقارير وسائل الإعلام عن استراتيجيته بشأن الاقتصاد والطاقة والحروب التجارية والعلاقات الخارجية؟
التجارة والتعريفات الجمركية
طرح ترامب في خطته الانتخابية التي نقلتها شبكة (CNN) تعريفات جمركية شاملة على جميع السلع المستوردة، ما يشير إلى نهج عدواني في التعامل مع السياسة التجارية، مع التركيز على الصين.
وقال ترامب خلال مقابلة مع لاري كودلو على قناة فوكس بيزنس «عندما تأتي الشركات وتتخلص من منتجاتها في الولايات المتحدة، يجب عليها أن تدفع تلقائياً، دعنا نقول ضريبة بنسبة عشرة في المئة».
وفرض تعريفة جمركية تصل إلى 10 في المئة، هي خطوة يقول إنها ستقضي على العجز التجاري، في حين يرى الخبراء أنها ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأميركيين وعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
واستهدف ترامب، على وجه الخصوص، الصين؛ إذ اقترح التخلص التدريجي من الواردات الصينية من السلع مثل الإلكترونيات والصلب والأدوية على مدى أربع سنوات، بهدف تقليل عجز الميزان التجاري بين أميركا والصين، إذ إن واردات الولايات المتحدة من الصين تتجاوز الصادرات إليها.
الطاقة: الوقود الأحفوري والمناخ
تعهد ترامب بزيادة إنتاج الولايات المتحدة من الوقود الأحفوري من خلال تسهيل عملية السماح بالحفر على الأراضي الفيدرالية وتشجيع إنشاء خطوط أنابيب جديدة للغاز الطبيعي، بحسب وكالة رويترز.
كما قال إنه سيسحب الولايات المتحدة من اتفاقات باريس للمناخ، وهي إطار عمل لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، وسيدعم زيادة إنتاج الطاقة النووية، على أن يتراجع عن تفويضات البيت الأبيض المتعلقة بالمركبات الكهربائية والسياسات الأخرى التي تهدف إلى الحد من انبعاثات السيارات.
وتثير خطة الرئيس السابق بشأن الطاقة مخاوف بشأن زيادة إنتاج الوقود الأحفوري على حساب أهداف المناخ، في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم للتركيز على خفض الانبعاثات الكربونية العالمية.
الاقتصاد الأميركي في خطة ترامب
إلى جانب أجنداته المتعلقة بالتجارة والطاقة، وعد ترامب بتقليص اللوائح الفيدرالية التي يقول إنها تحد من خلق فرص العمل في السوق الأميركية.
وقد ناقش هو وفريقه الاقتصادي جولة أخرى من التخفيضات الضريبية للأفراد والشركات بما يتجاوز تلك التي أُقرَّت في فترة ولايته الأولى، وقال إنه كرئيس سيضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.
ويقترح ترامب على الحكومة إنشاء ما يُسمى «مدن الحرية» على الأراضي الفيدرالية التي يقول إنها ستحفز نمو الوظائف والابتكار التكنولوجي.
الهجرة والعلاقات الخارجية
يخطط ترامب أيضاً لتعزيز سياسات الهجرة المتشددة التي اتبعتها إدارته السابقة إذا تولى الرئاسة في عام 2024، الأمر الذي من شأنه تقييد الهجرة القانونية وغير القانونية.
وستتضمن الخطط جمع المهاجرين غير الشرعيين الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة ووضعهم في معسكرات الاعتقال في انتظار ترحيلهم، حسبما أكد مصدر مطلع على الخطط لشبكة (CNN).
وستستلزم المقترحات بناء معسكرات كبيرة لإيواء المهاجرين الذين ينتظرون الترحيل والاستفادة من سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية للمساعدة على الاعتقالات واسعة النطاق للمهاجرين غير الشرعيين في جميع أنحاء البلاد.
وأكد المصدر أنه إذا رفض الكونغرس تمويل العملية، فقد يلجأ ترامب إلى التكتيك الذي استخدمه في ولايته الأولى لتأمين المزيد من التمويل للجدار الحدودي، وهو إعادة توجيه الأموال من البنتاغون.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، فقد انتقد ترامب دعم الولايات المتحدة أوكرانيا في حربها مع روسيا، وقال إنه قد ينهي الحرب خلال 24 ساعة في حالة انتخابه، كما قال إن أوروبا يجب أن تعوض الولايات المتحدة عن الذخيرة المستخدمة في الصراع، في حين دعم إسرائيل في حربها مع غزة، على الرغم من انتقاد قادتها في البداية بعد هجمات أكتوبر تشرين الأول.