قُتل سبعة من موظفي منظمة وورلد سنترال كيتشن في غارة إسرائيلية على قطاع غزة يوم الاثنين أثناء قيامهم بتوصيل الغذاء إلى المدنيين في القطاع، والقتلى السبعة هم من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة، بالإضافة لموظف فلسطيني وآخر يحمل الجنسية الأميركية الكندية، بحسب بيان صادر عن المنظمة يوم الثلاثاء.
وقالت المنظمة إن فريقها كان يتنقل في منطقة منزوعة السلاح داخل سيارتين مصفحتين تحملان شعار وورلد سنترال كيتشن، فماذا نعرف عن تلك المنظمة؟
تقدّم المؤسسة الخيرية -التي يقع مقرها الرئيسي في واشنطن- وجبات طعام للمناطق والمجتمعات المنكوبة في أنحاء العالم كافة، وهي واحدة من منظمات الإغاثة القليلة التي تقدّم الغذاء لأهالي غزة حيث يعاني نحو 2.2 مليون شخص نقصاً حاداً في الطعام، وحيث تحذّر وكالات الإغاثة من أن نصف السكان أصبحوا على شفا المجاعة بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على عمليات توصيل المساعدات.
تأسست منظمة وورلد سنترال كيتشن في عام 2010، على يد الطاهي خوسيه أندريس وزوجته باتريشيا، بهدف استغلال موهبته في الطهي في تقديم مساعدات غذائية للناجين من زلزال مدمر في هايتي، وتوسعت المنظمة بعد ذلك لتمتد لتوفير برامج الطبخ النظيف في منطقة البحر الكاريبي وأميركا الوسطى، لدعم انتقال تلك المجتمعات بعيداً عن الطهي على مواقد الخشب والفحم.
تقديم الوجبات لضحايا الكوارث
في البداية، اقتصر تقديم الوجبات الغذائية من قِبل المنظمة على الناجين من الكوارث الطبيعية، ثم توسعت لتشمل تقديم وجبات مغذية للاجئين الذين يصلون إلى حدود الولايات المتحدة بعد فرارهم من العنف والفقر المدقع، وكذلك للأسر الفنزويلية التي تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى الغذاء في أحيائها، بالإضافة لموظفي المستشفيات في فترة وباء كورونا.
وقدّمت وورلد سنترال كيتشن عشرات الملايين من الوجبات في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي على كييف في 2022.
وفي شهر مارس آذار، قادت المنظمة غير الربحية مبادرة لشحن 200 طن من المساعدات الغذائية إلى غزة، والتي قالت إنها أول شحنة بحرية من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
وتضمنت الشحنة مكونات كافية لتحضير 500 ألف وجبة خططت وورلد سنترال كيتشن لتوزيعها في القطاع، حيث يعيش مئات الآلاف من الأشخاص على شفا المجاعة.
وعلى الرغم من تنسيق التحركات مع الجيش الإسرائيلي، فقد تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودع دير البلح، حيث قام الفريق بتفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي تم جلبها إلى غزة عبر الطريق البحري.
وقالت المنظمة إنها ستوقف عملياتها مؤقتاً في أعقاب الغارة القاتلة مع تقييم مستقبل عملياتها في غزة.
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها عمال الإغاثة لإطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية، وكانت الغالبية العظمى من عمال الإغاثة الذين قتلوا من الفلسطينيين وأسرهم.
منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول في جنوب إسرائيل، قُتل ما لا يقل عن 165 عاملاً في و كالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حسبما ذكرت الوكالة الشهر الماضي.