بعد تحقيقها أفضل بداية لها لهذا العام منذ عام 2019، بدأت الأسهم بالتدهور مع بداية الربع الثاني.

إذ تراجع مؤشر إس أند بي 500 في أول يومين تداول من الربع الجديد وانخفض بنسبة 0.8 في المئة خلال الأسبوع بعد تقليص بعض خسائره يوم الأربعاء، وقفز العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي، ومن ميلة أخرى، أسعار الذهب والنفط آخذة في الارتفاع.

فما أسباب هذه التقلبات؟ في ما يلي ثلاثة عوامل تثير القلق لدى المستثمرين.

1. التضخم العنيد

ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، بنسبة 2.5 في المئة خلال الأشهر الاثني عشر المنتهية في فبراير شباط، وفي حين أن ذلك كان يتماشى مع توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت (FactSet) آراءهم، إلّا أنه كان أسرع من الزيادة البالغة 2.4 في المئة في يناير كانون الثاني.

وحذر المستثمرون من أن علامات التضخم المستمر قد تعرقل خفض أسعار الفائدة في يونيو حزيران أو يوليو تموز، وهو ما يتوقعه العديد من المتداولين.

كتب برنت شوت، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة (Northwestern Mutual Wealth Management)، في مذكرة يوم الاثنين: «في ضوء الأرقام الأخيرة، ما زلنا متشككين في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتحرك بشأن أسعار الفائدة مع بداية الصيف».

وارتفعت عائدات السندات طويلة الأجل هذا الأسبوع، ما أثر على الأسهم.

وكان العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات يحوم حول أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر عند 4.36 في المئة بدءاً من يوم الأربعاء الساعة 3 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وفقاً لـ(Tradeweb).

2. قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة

كشف بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع سياسة البنك المركزي الشهر الماضي أنهم يرون تخفيضات أقل في أسعار الفائدة من التخفيضات الثلاثة التي توقعوها في ديسمبر كانون الأول الماضي لعام 2024.

حالياً، يتراوح سعر الفائدة المستهدف لبنك الاحتياطي الفيدرالي بين 5.25 في المئة و5.5 في المئة، وفقاً لأحدث مجموعة من التوقعات الاقتصادية للبنك المركزي، ويرى أربعة من المسؤولين التسعة عشر في اللجنة الآن أن أسعار الفائدة ستبقى فوق 5 في المئة هذا العام، ما يشير إلى أنهم يرون تخفيضاً واحداً أو لن يقوموا بخفض أسعار الفائدة على الإطلاق.

وضاعف مسؤولو البنك المركزي في الأسابيع الأخيرة توقعاتهم بأن أسعار الفائدة ستظل أعلى لفترة أطول:

• قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن تخفيضات أسعار الفائدة لن تكون وشيكة في الحدث الذي عقده بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو يوم الجمعة الماضي، وكرر هذا التحذير خلال خطاب ألقاه في جامعة ستانفورد يوم الأربعاء.

• استبعدت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، إمكانية التخفيض الشهر المقبل في تصريحات معدة يوم الثلاثاء.

• صرح رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، لشبكة سي إن بي سي يوم الأربعاء بأنه يتوقع تخفيضاً واحداً لسعر الفائدة هذا العام خلال الربع الرابع حيث يظل التضخم ثابتاً في طريقه إلى 2 في المئة.

يتوقع المتداولون أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يونيو حزيران بنسبة 63 في المئة، وهو انخفاض من أكثر من 70 في المئة في الأسبوع السابق، وفقاً لأداة (CME FedWatch).

3. ارتفاع أسعار السلع

ارتفعت أسعار النفط الأميركي إلى أعلى مستوى لها منذ خمسة أشهر مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، ما أثار المخاوف بشأن تقلص إمدادات الخام.

وزادت تخفيضات الإنتاج من جانب أوبك+ ومنظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها من الضغوط على الأسعار، واستقر خام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار الأميركي، عند 85.43 دولار يوم الأربعاء، واستقرت العقود الآجلة لخام برنت، المعيار الدولي للنفط، عند 89.35 دولار.

ورفع الاستراتيجيون في بنك أوف أميركا توقعاتهم لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى 86 دولاراً و81 دولاراً للبرميل على التوالي، ويتوقعون أن تصل الأسعار إلى ذروتها عند نحو 95 دولاراً للبرميل هذا الصيف.

وكتب استراتيجيون في بنك أوف أميركا في تقرير يوم الأربعاء: «مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، أدّت إجراءات أوبك + في جانب العرض إلى انخفاض تقلبات النفط الخام»، «وإضافة إلى الخلفية المعقدة، فإننا نقدر الآن أن تحسن توقعات النمو الاقتصادي ساعد في دفع أسواق النفط العالمية إلى العجز».

وفي هذا الأسبوع، ارتفع سعر الذهب، (يُنظر إلى الذهب أيضاً على أنه ملاذ)، ويميل المستثمرون إلى البحث عن المعدن الأصفر عندما يرتفع التضخم، ويراهنون على أنه سيحتفظ بقيمته حتى لو لم تحافظ الأصول الأخرى على ذلك، واستقر سعر عقود الذهب الآجلة الأكثر تداولاً عند مستوى قياسي بلغ 2315 دولاراً للأونصة يوم الأربعاء.