لا يزال سلوك المستثمرين يتسم بالشكوك التي ولّدها التطور الأخير للتضخم، وتحديداً في الولايات المتحدة الأميركية، حول إجراءات الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) فيما يتعلق بأسعار الفائدة، وفقاً لما ذكرته شركة لينك للأوراق المالية.

ويشير المحللون إلى أن الانتعاش القوي الذي يشهده سعر النفط الخام، مدفوعاً بتخفيضات الإنتاج التي ينفذها تحالف «أوبك بلس» والتوتر المتزايد في الشرق الأوسط، جعل العديد من المستثمرين يخشون انتعاش التضخم في الأشهر المقبلة، وهو ما قد يغير، إذا حدث، نية البنوك المركزية الرئيسية في البدء في خفض أسعار الفائدة المرجعية قريباً.

وفي سياق متصل أوضح نيل كاشكاري رئيس الاحتياطي الفيدرالي بولاية مينيابوليس أن المركزي الأميركي قد لا يخفض سعر الفائدة خلال عام 2024 نظراً لقوة الاقتصاد وسوق العمل وتردد التضخم في الانخفاض.

ويشير عدد من الخبراء الاقتصاديين أنه على الرغم من أن هذا ليس السيناريو الذي يرغبون بالتعامل معه فإنهم يستبعدون أن يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى تأجيل عملية بدء خفض أسعار الفائدة إلى ما بعد شهر يونيو حزيران، وهو التاريخ الذي يفكر فيه معظم المستثمرين في الوقت الحالي لهذا الأمر.

تغيير خارطة الطريق

وبحسب شركة لينك سيكيوريتيز، فإن هذا الخوف من أن يغير الاحتياطي الفيدرالي خارطة الطريق، والتي تتضمن حالياً البدء في خفض أسعار الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يونيو والقيام بذلك مرتين في عام 2024، هو ما كان له تأثير على سلوك أسواق الأسهم، خاصة الأميركية منها، منذ بداية أبريل نيسان الجاري.

وأشار خبراء بالشركة إلى أنه بعد خمسة أشهر متتالية من الزيادات، وهي الفترة التي ارتفعت فيها أسواق الأسهم الأوروبية والأميركية بقوة، من الطبيعي أن يختار بعض المستثمرين جني الأرباح، وهي عملية قد تؤدي في حال تسارعها إلى تصحيح صغير في هذه الأسواق.

ويتوقع الخبراء العديد من التغييرات من الاجتماعين المقبلين للبنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي في 11 أبريل نيسان والأول مايو أيار على التوالي، فالسوق مهووسة بمعرفة ما إذا كانت تخفيضات أسعار الفائدة ستحدث في شهر يونيو حزيران أم لا.