التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بكين يوم الثلاثاء، في إشارة إلى الأهمية التي توليها الصين لعلاقاتها القوية بشكل متزايد مع موسكو، خاصة في ظل تضييق الخناق الغربي على الكرملين

.

يأتي هذا في أعقاب تصريحات وصلت حد التحذير من وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين من أن الشركات الصينية قد تواجه «عواقب وخيمة» إذا قدمت دعماً مادياً لحرب روسيا على أوكرانيا، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخزانة.

يقوم لافروف بزيارة تستغرق يومين إلى العاصمة الصينية، وتأتي بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بأنه يدرس زيارة الصين في أول رحلة خارجية له بعد فوزه في الانتخابات الشهر الماضي.

وقال الكرملين يوم الثلاثاء، إن هناك خططاً للتواصل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، إلّا أنه لم يتم تحديد موعد لزيارة من المحتمل أن يجريها بوتين إلى بكين.

وأفادت رويترز الشهر الماضي بأن بوتين سيسافر إلى الصين في مايو أيار لإجراء محادثات مع شي في ما قد تكون أول رحلة خارجية لبوتين خلال فترته الرئاسية الجديدة.

وعززت روسيا والصين علاقتهما الاقتصادية والتجارية والسياسية بشكل قوي في 2018، بعد زيارة بوتين إلى بكين في أعقاب فوزه بفترة رئاسية جديدة في ذلك الوقت، لكن هذه العلاقات توترت بشكل قوي بعد الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير شباط 2022، قبل أن تعود لسابق عهدها بل أفضل.

وبرزت الصين منذ ذلك الحين كشريان حياة رئيسي للاقتصاد الروسي الذي تعرض لضغوط شديدة في أعقاب غزو أوكرانيا، إذ فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو، وغادر العديد من ممثلي الشركات العالمية البلاد، وانخفضت الواردات وعانت الشركات المحلية من العقوبات الدولية.

العلاقات الاقتصادية بين الصين وروسيا

وصل حجم التجارة الثنائية إلى مستوى قياسي بلغ 190 مليار دولار في عام 2022 بزيادة 29 في المئة على عام 2021، وفي عام 2023 وصلت التجارة بين الصين وروسيا إلى 240.11 مليار دولار، بزيادة 26.3 في المئة مقارنة بالعام السابق، وقفزت الشحنات الصينية إلى روسيا بنسبة 46.9 في المئة في عام 2023 بينما ارتفعت الواردات من روسيا بنسبة 13 في المئة.

وأصبحت روسيا أكبر مورد للنفط الخام للصين، إذ قفزت شحناتها النفطية إلى الصين بأكثر من 24 في المئة في عام 2023 على الرغم من العقوبات الغربية.

ويتم نحو 92 في المئة من التسويات التجارية بين روسيا والصين الآن بالروبل الروسي واليوان، حسب ما قال نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرتشوك في منتدى بوآو الآسيوي الشهر الماضي.

ورغم العقوبات الغربية على موسكو، واصلت معظم الشركات الصينية الكبرى عملياتها في روسيا، ويشمل ذلك البنوك وشركات التكنولوجيا وشركات الصناعة.

ومن المتوقع أن تواجه التجارة بين الصين وروسيا ضغوطاً أكبر من أي وقت مضى تحت وطأة الضغط الغربي؛ كانت المخابرات الأميركية قد حذّرت من أن الصين تقدم التكنولوجيا والمعدات لروسيا والتي تعتبر مهمة لحرب موسكو في أوكرانيا، وفرضت إدارة بايدن قيوداً تجارية على الشركات الصينية لانتهاكها العقوبات الأميركية.

وذكرت العديد من وسائل الإعلام الغربية أن الاتحاد الأوروبي يستعد لاقتراح فرض عقوبات على ثلاث شركات صينية وأربع شركات في هونغ كونغ لدعمها الجيش الروسي.

وستكون العقوبات جزءاً من جهود الاتحاد الأوروبي لسد الثغرات التي قد تسمح لروسيا بالحصول على التقنيات العسكرية اللازمة لتصنيع الأسلحة.

بالإضافة إلى العقوبات المقترحة، أفادت التقارير بأن بعض البنوك الصينية إما أوقفت عملياتها مع الشركات الروسية أو البيلاروسية أو شددت اللوائح المتعلقة بالمعاملات مع روسيا للامتثال للعقوبات الغربية على روسيا.

وأعلنت الصين وروسيا شراكة «بلا حدود» في فبراير شباط 2022 عندما زار الرئيس فلاديمير بوتين بكين قبل أيام فقط من إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، ما أدى إلى اندلاع أعنف حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.