بدأ المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الأحد زيارته للصين التي تستغرق ثلاثة أيام لتعزيز العلاقات مع أكبر شريك تجاري لألمانيا، ومعالجة الخلافات بشأن عدة قضايا من بينها الممارسات التجارية الصينية بشأن السيارات الكهربائية ودعمها لروسيا.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (سي سي تي في) أن شولتس وصل إلى مدينة تشونغتشينغ الكبرى بجنوب غرب الصين بصحبة عدد من الرؤساء التنفيذيين الألمان، كما سيتوجه إلى شنغهاي وبكين حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي تشيانغ.

وقال شولتس للصحفيين يوم الجمعة نقلاً عن وكالة فرانس برس، إن الصين تظل شريكاً اقتصادياً مهماً حقاً، مضيفاً أنه سيحاول تحقيق تكافؤ الفرص أمام الشركات الألمانية في الصين.

العلاقات التجارية بين ألمانيا والصين

تأتي زيارة شولتس في وقتٍ تتزايد فيه المناقشات بين العديد من حلفاء ألمانيا الغربيين مع الصين بشأن مجموعة من القضايا التجارية، إذ يجري الاتحاد الأوروبي عدة تحقيقات حول ما إذا كانت صادرات التكنولوجيا الخضراء الصينية مثل السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات يمكن أن تضر بالمنتجين المحليين بسبب الدعم الحكومي المقدم للشركات الصينية.

وفي الوقت نفسه، تحقق الولايات المتحدة في مخاطر الأمن القومي التي تشكّلها التكنولوجيا الصينية في السيارات، فيما تخشى صناعة السيارات الألمانية أن تؤدي هذه التحقيقات إلى حرب تجارية قد تضر بآفاقها في أكبر سوق للسيارات في العالم.

ومن المقرر أن يزور شولتس يوم الأحد مصنع خلايا وقود الهيدروجين التابع لشركة بوش الألمانية لصناعة السيارات في تشونغتشينغ، ما يُسلّط الضوء على قطاع تتصاعد فيه التوترات بين الطرفين.

وتعتبر الصين سوقاً حيوية بالنسبة لألمانيا، إذ تعتمد العديد من صادراتها بشكلٍ مباشر على الطلب من العملاق الآسيوي، إذ بلغت قيمة الصادرات الألمانية للصين في يناير كانون الثاني 2024 نحو 7.63 مليار يورو، بزيادة بنسبة 4.9 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من عام 2023، بحسب بيانات مرصد التعقيد الاقتصادي.

على جانب آخر، تراجعت الصادرات الصينية لألمانيا بنحو 19.7 في المئة في الفترة ذاتها لتصل إلى 11.8 مليار يورو، ومع ذلك يظل الميزان التجاري الألماني مع الصين سلبياً بواقع 4.16 مليار يورو.

حرب روسيا وتوترات الشرق الأوسط

قال مسؤولون ألمان يوم الجمعة في تصريحات نقلتها وكالة رويترز إن دعم بكين وصادراتها إلى روسيا يمكّنان موسكو من شن حرب عدوانية في أوكرانيا ويتسببان في «خسارة متزايدة لسمعة الصين» في أوروبا وخارجها.

وكتب شولتس في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقاً) يوم السبت «يتعلق الأمر بعدم دعم الصين لروسيا في شن حرب وحشية ضد جارتها أوكرانيا».

.

وذكر مصدر حكومي ألماني في برلين لوكالة فرانس برس أنه بالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين الصين وروسيا، فإن لدى بكين إمكانية ممارسة نفوذها على روسيا، وهو ما تهدف ألمانيا لتسليط الضوء عليه أثناء الزيارة.

وأضاف مسؤولون ألمان لرويترز، أن بكين يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في تهدئة التوترات المتصاعدة بسرعة في الشرق الأوسط، خاصة وأنها توسطت العام الماضي بين السعودية وإيران بهدف المساعدة في تهدئة التوترات بين الطرفين.

وتصاعدت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد هجوم إيراني على إسرائيل مساء السبت، في أثناء رحلة المستشار الألماني للصين، ما قد يضع هذا الهجوم على طاولة المناقشات بين شولتس والمسؤولين الصينيين بحسب تقرير لوكالة رويترز.