قالت وزارة النقل العراقية، يوم الاثنين، على خلفية توقيع اتفاق رباعي بين الإمارات وقطر والعراق وتركيا حول تنفيذ مشروع «طريق التنمية» لربط منطقة الخليج بأوروبا عبر العراق وتركيا، إن المشروع سيُسهم في ربط اقتصادات المنطقة، ووجود تجارة متبادلة بين أوروبا ودول المنطقة.
وأضاف مدير المكتب الإعلامي لوزارة النقل العراقية ميثم عبدالصافي خلال تصريحات إلى «CNN الاقتصادية» أن المشروع يحظى باهتمام عالمي، وكان هناك اجتماعات لوزارة النقل مع نظرائها من الجانب التركي، حيث أكد الجانب التركي أن المشروع عُرض ونوقش من قِبل الاتحاد الأوروبي، وكان محط اهتمام من قِبلهم.
وأوضح عبدالصافي أن المشروع سيُسهم اقتصادياً في تعزيز عملية السلام في المنطقة، سواء بشكل اقتصادي أو بشكل عام، فسيُسهم في ربط اقتصادات دول المنطقة، والتي تشهد حالياً أزمات متعددة، وبالنتيجة العراق سيكون عاملاً مساعداً بأن يكون هو جزء من عملية السلام في هذه المنطقة من خلال المشاريع الاقتصادية وكذلك التنموية.
وأشار إلى أنه لا توجد لدى الحكومة العراقية أي إجراءات فيما يخصُّ تعقيد المشروع، بل بالعكس المشروع يسير باتجاه يكشف عن شفافية التعامل مع الآخرين، ووفق رؤية العراقيين، وكذلك مصالح الدول الأخرى.
تنويع الاقتصاد العراقي
وأكد أن المشروع هو تجربة جديدة لتنويع الاقتصاد العراقي المفتوح، من خلال الدراسة الموضوعة من قِبل الشركة الاستشارية الإيطالية «بي إي جي» يتم تحديد المسارات الخاصة بهذا المشروع، وهذه المسارات ستكون ضمن المسارات المخطط لها، فمثلاً المشروع سيمرُّ بعدد من المحافظات –11 محافظة- وكل محافظة سوف تستفيد من البنية التحتية التي سيتم العمل عليها ضمن المشروع، وكذلك بحسب الطبيعة الخاصة لكل محافظة فيما يخص المواد الأولية الموجودة فيها للاستفادة منها في عمليات التصدير، وكذلك في عملية إنشاء المصانع والمعامل، فضلاً عن مساهمة المشروع في التنوع الثقافي بين العراق وبلدان أوروبا.
تنشيط التجارة بين أوروبا والخليج
وفيما يخصُّ الشرق، ستكون هنالك تجارة باتجاه أوروبا، وكذلك تجارة عكسية باتجاه الشرق من خلال هذا المشروع، وفقاً لِما قاله عبدالصافي الذي أشار إلى أنه سوف يكون هناك أيضاً نمو اقتصادي من خلال المشاريع المقامة على وجود «طريق التنمية».
ولفت إلى أنه ستكون هناك منافع اقتصادية كبيرة في ميناء الفاو، وكذلك في مدن صناعية أخرى على جانبي الطريق، وهذا كله سيساعد في تنويع الاقتصاد العراقي، ويسهم في تعزيز التجارة العراقية، ويساعد على تنمية الاقتصاد العراقي بما ينسجم مع متطلبات السوق العراقية، وكذلك ما يحتاج إليه الآخرون سواء في الشرق أو الغرب.
100 ألف وظيفة للعراقيين
كما شدد عبدالصافي على أن مشروع «طريق التنمية» سيولد أكثر من 100 ألف وظيفة للمواطنين العراقيين، وهذا يعزز الاقتصاد العراقي بالتأكيد.
وبين أن المشروع سوف يكون تنموياً وفقاً لطبيعة المشاريع المقامة على هذا المشروع، ومدى نجاح هذه المشاريع، وستكون هناك أيضاً آفاق جديدة لهذا المشروع مستقبلية.
مراحل إنجاز طريق التنمية
وكشف عن ثلاث مراحل لإنجاز المشروع، الأولى ستكون في 2029، والثانية في 2039، أما الثالثة حيث الطاقة القُصوى لهذا المشروع فستكون في عام 2050.
وختم عبدالصافي بقوله “هناك رؤية اقتصادية شاملة فيما يخص هذا المشروع، وأيضاً هناك شركاء استراتيجيين مثل الجانب التركي وكذلك المجلس أو التكتل الرباعي (العراق وتركيا والإمارات وقطر) الذي تم توقيع مذكرة التفاهم بين دوله، يوم الاثنين 22 أبريل 2024، وسوف يكون لهم رؤية أيضاً في عملية المشاركة في هذا المشروع، وكذلك التنفيذ، وأيضاً تلقينا العديد من العروض من قِبل دول أوروبية وكذلك صينية للاشتراك في هذا المشروع سواء على مستوى المشاركة أو التنفيذ”.