سلطت الأمم المتحدة يوم الأربعاء الضوء على خطر المجاعة الذي يهدد حياة الملايين في قطاع غزة والسودان، مشيرة إلى وصول عدد من يعانون من الجوع الحاد حول العالم إلى نحو 281.6 مليون شخص خلال عام 2023.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في جنيف جيان كارلو سيري إن الأزمات الغذائية تصاعدت بشكل مثير للقلق في عام 2023، مشيراً إلى مخاوف خاصة بشأن قطاع غزة و السودان «حيث يموت الناس بشكل واضح من الجوع».

الجوع يهدد سكان قطاع غزة

وأضاف المسؤول الأممي أنه وبعد ما يقرب من سبعة أشهر من القصف الإسرائيلي «لا يستطيع الناس تلبية حتى الاحتياجات الغذائية الأساسية، لقد استنفدوا جميع استراتيجيات وخيارات التكيف مثل تناول علف الحيوانات وبيع ممتلكاتهم لشراء الطعام»، معقباً «إنهم في حالة فقر مدقع في معظم الأوقات، ومن الواضح أن بعضهم يموت من الجوع».

.

وشدد مسؤول برنامج الأغذية العالمي للصحفيين في جنيف على أن الطريقة الوحيدة لوقف المجاعة هي ضمان توصيل الإمدادات الغذائية يومياً.

وتابع سيري «لقد ذكرنا ضرورة إعادة بناء سبل العيش ومعالجة الأسباب الجذرية وما إلى ذلك، ولكن في الوقت الحالي نحتاج حقاً إلى زيادة إمداداتنا الغذائية بشكل كبير. وهذا يعني تقديم مساعدات غذائية ضخمة ومتسقة في ظروف تسمح للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات بالتحرك بحرية وللمتضررين من الوصول إلى المساعدة بأمان».

ويتماشى التحذير الجديد بشأن غزة مع التقييمات القاسية المتكررة من خبراء انعدام الأمن الغذائي المحترمين الذين أصدروا تنبيهاً بأن المجاعة محتملة «في أي وقت» من الآن حتى مايو 2024 في شمالي القطاع.

المسؤول الأممي حذر «نحن نقترب يوماً بعد يوم من حالة المجاعة، وينتشر سوء التغذية بين الأطفال»، مضيفاً «نقدر أن 30 في المئة من الأطفال دون سن الثانية يعانون الآن من سوء التغذية الحاد أو الهزال، وأن 70 في المئة من السكان في شمالي القطاع يواجهون جوعاً كارثياً».

وأوضح سيري «هناك أدلة معقولة على أن عتبات المجاعة الثلاثة: انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات، تجاوزها سيحدث في الأسابيع الستة المقبلة».

خطر الجوع في السودان

وفي ما يتعلق بالسودان أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن 20.3 مليون شخص نحو 42 في المئة من السكان كافحوا للعثور على ما يسد جوعهم العام الماضي بعد اندلاع الصراع في أبريل نيسان.

ويمثل هذا أكبر عدد من الأشخاص في العالم الذين يواجهون مستويات «طوارئ» من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أو المرحلة الرابعة، تماشياً مع مقياس التحذير من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وتشير المرحلة الخامسة إلى أعلى مستوى من الخطر.

وشدد التقرير على أنه مع بقاء بضعة أسابيع فقط قبل بداية موسم الزراعة، يجب السماح بالمساعدات الإنسانية على الفور داخل السودان وعبره لتجنب أي مزيد من التدهور في الوضع.

وقال مدير مكتب الاتصال لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في جنيف، دومينيك بورجيون «ما يثير قلقنا للغاية هو أن الجزء الأكبر من هؤلاء الناس يعتمدون على الزراعة في معيشتهم، وعلى سبيل المثال إذا أخذنا ولاية الجزيرة فهي ولاية مهمة للغاية في إنتاج الغذاء، نحو 50 في المئة من إنتاج السودان من القمح يأتي من الولاية».

أوضح يورجيون أن الفاو تمد هؤلاء الأشخاص بالمدخلات الزراعية حتى يتمكنوا من زراعة حقولهم، محذراً «إذا فشل هؤلاء الأشخاص في زراعة حقولهم، فهذا يعني أنه يتعين علينا أن نكون مستعدين لمتطلبات المساعدات الغذائية الضخمة حتى موسم الحصاد التالي في العام المقبل».

وكشف أحدث تقرير عن الأزمات الغذائية أن نحو 36 مليون شخص في 39 دولة واجهوا المستوى الرابع من انعدام الأمن الغذائي الحاد في العام الماضي، وكان أكثر من ثلثهم في السودان وأفغانستان.

الجوع حول العالم

حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن مستويات خطيرة من الجوع الحاد أثرت على عدد مذهل بلغ 281.6 مليون شخص في العام الماضي، وهو العام الخامس على التوالي الذي يتفاقم فيه انعدام الأمن الغذائي.

ووفقاً لأحدث تقرير عالمي عن الأزمات الغذائية واجه أكثر من واحد من كل خمسة أشخاص في 59 دولة انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2023، مقارنة بنحو واحد فقط من كل 10 أشخاص في 48 دولة في عام 2016.

وقال يورجيون «عندما نتحدث عن انعدام الأمن الغذائي الحاد، فإننا نتحدث عن الجوع الشديد الذي يشكل تهديداً مباشراً لسبل عيش الناس وحياتهم»، مضيفاً «هذا هو الجوع الذي يهدد بالانزلاق إلى المجاعة والتسبب في الموت على نطاق واسع».