اختتم الممثلون التايوانيون والأميركيون الجولة الأخيرة من المحادثات التجارية في تايبيه، لكنهم فشلوا في توقيع أي اتفاقيات، حسب ما صرح الوزير بدون حقيبة وكبير المفاوضين التايوانيين جون دينغ في مؤتمر صحفي.
كان الزعيم الصيني شي جين بينغ صرَّح قبل أيام، بأن الولايات المتحدة والصين يجب أن تكونا شريكتين، وليستا منافستين، وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في قاعة الشعب الكبرى في بكين يوم الجمعة قبل الماضية 26 أبريل نيسان 2024، والذي انعقد في اليوم الأخير من زيارة بلينكن إلى الصين التي استمرت ثلاثة أيام، في الوقت الذي يسعى فيه البلدان إلى مواصلة استقرار العلاقات المتوترة وتوسيع الاتصالات، بما في ذلك بشأن مجموعة من الخلافات بدءاً من قطاع التكنولوجيا في تايوان.
وقال دنغ «لقد حصل الجانبان على فهم أفضل للقواعد الثنائية والخلافات بشأن القضايا المتعلقة بحماية حقوق العمال وتجارة المنتجات الزراعية وحماية البيئة».
وأضاف «الجانبان يحتاجان إلى مزيد من الوقت لتوضيح التفاصيل قبل التوصل إلى اتفاق يتماشى مع المرحلة الثانية من المبادرة الأميركية التايوانية بشأن تجارة القرن الحادي والعشرين»، وفقاً لصحيفة «تايبيه تايمز»، يوم السبت.
تسويق المانغو والأناناس
وأكد دنغ أن تايوان تسعى إلى الوصول إلى السوق الأميركية بمنتجها من المانغو والأناناس، وكذلك خيط لحم الخنزير والنقانق، مشيراً إلى أنه هناك حاجة كبيرة إلى وجهات تصدير جديدة لهذين النوعين من الفاكهة بسبب الضغوط التي تمارسها الصين.
وأوضح أن “صادرات المنتجات الزراعية تتطلب مفاوضات معقدة وطويلة الأمد، لقد استغرق الأمر عقداً من الزمن قبل أن تدخل الجوافة التايوانية السوق الأميركية”.
وذكر أن واشنطن تسعى إلى تخفيف القيود المفروضة على وارداتها من لحوم الخنازير، وهي قضية تفضل تايوان عدم معالجتها إلا بعد انتهاء الفترة الانتقالية السياسية في 20 مايو أيار الجاري؛ نظراً لطبيعتها المثيرة للجدل.
ولفت إلى أن المانغو والأناناس التايوانيين لا يثيران أي مخاوف تتعلق بسلامة الغذاء، بينما يشعر التايوانيون بالقلق بشأن منتجات لحم الخنزير الأميركية التي تحتوي على الراكتوبامين، وأضاف أن المفاوضين الأميركيين يعتقدون أن تايوان تطبق معايير عالية دون داعٍ في ما يتعلق بمنتجات لحم الخنزير.
منتجات السجناء
وقال دنغ إن حماية العمال تهيمن على المحادثات التجارية، ويتفق الجانبان على ضرورة وقف تدفق المنتجات التي يتم تصنيعها عن طريق العمل القسري، ويجب إزالتها من الرفوف، والولايات المتحدة حساسة للغاية بشأن المنتجات التي يُزعم أن السجناء صنعوها في الخارج.
وبين دنغ أن تايوان تتفق مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالحاجة إلى حظر مثل هذه المنتجات، لكن البلاد ستحتاج إلى المزيد من الخبراء القانونيين والمفتشين للكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وحول مشاركة المندوبين الأميركيين في المفاوضات بين البلدين، قال إنهم يتألفون من أكثر من 20 مفاوضاً تجارياً ومراقباً من الكونغرس الأميركي، حيث إن الأمر يتعلق بعمليات إدارية وسن القوانين.
وأوضح أن الجانبين اتفقا حول أهمية الشفافية والمشاركة العامة في حماية البيئة حتى يمكن كسب الدعم الشعبي للمبادرات المتعلقة بهذه القضية، وقال إن مثل هذه المحادثات الثنائية كانت تُعقد في الماضي بشكل خاص، وتسببت في عدم ثقة الجمهور أو احتجاجات من جانب الجماعات المدنية.
وقال دنغ إن المحادثات التي استمرت خمسة أيام لم تتطرق إلى قضية مزيج الطاقة، لكن الجانبين اتفقا على ضرورة بذل الجهود لخفض انبعاثات الكربون.
وأشار دنغ إلى أن واشنطن تدرك تماماً أنه سيكون هناك انتقال للسلطة في تايوان في وقت لاحق من هذا الشهر، لكنها مضت قُدُماً في المحادثات جزئياً لإظهار احترامها واعترافها باستمرارية السياسة، وأضاف أن الجانبين سيعقدان المزيد من المؤتمرات عبر الفيديو.