تعتزم الحكومة الأميركية منح 6.6 مليار دولار لأكبر شركة مصنعة لرقائق أشباه الموصلات في العالم لمساعدتها في بناء ثلاثة مصانع في أريزونا كجزء من جهود الرئيس الأميركي جو بايدن لتأمين توريد الرقائق المتقدمة.
من جهته، أعلن البيت الأبيض يوم الاثنين عن توقيع اتفاقية غير ملزمة مع شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية (تي إس إم سي) لتزويدها بالأموال اللازمة للمصانع التي تقع في فينيكس، إضافة إلى نحو خمسة مليارات دولار من القروض الحكومية.
وقال بايدن في بيان إن «أميركا اخترعت هذه الرقائق، لكن مع مرور الوقت، انتقلنا من إنتاج ما يقرب من 40 في المئة إلى نحو 10 في المئة من رقائق العالم، لكننا لم ننتج الرقائق الأكثر تقدماً، وهذا يعرضنا لنقاط ضعف كبيرة على المستوى الاقتصادي والأمن القومي».
من جهتها، قالت شركة تصنيع الرقائق التايوانية، التي تصنع ما يقدر بنحو 90 في المئة من الرقائق الأكثر تقدماً في العالم، يوم الاثنين، إنها ستبني مصنعاً جديداً، إضافة إلى مصنعين أميركيين أُعلن عنهما سابقاً، ليصل إجمالي استثماراتها في أريزونا إلى أكثر من 65 مليار دولار.
ووصف مارك ليو، رئيس مجلس إدارة شركة تي إس إم سي، في بيان، الاستثمار بأنه غير مسبوق، إذ تمنح الشركات الثلاث -المقرر أن يبدأ إنتاج أولها في النصف الأول من عام 2025- عملاء الشركة التايوانية، إمكانية الوصول إلى إمدادات محلية من الرقائق التي تشغل عشرات المنتجات، من الهواتف الذكية إلى الأقمار الصناعية، فضلاً عن أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وأضاف البيت الأبيض أن إجمالي استثمارات الشركة البالغة 65 مليار دولار يمثل أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ أريزونا، ومن المتوقع أن توفر المصانع الثلاثة نحو 6 آلاف وظيفة تكنولوجية عالية الأجر، كما تقدر الوظائف في البناء بأكثر من 20 ألف وظيفة غير مباشرة.
تأمين سلاسل التوريد
شددت الحكومة الأميركية على الحاجة إلى جلب المزيد من إنتاج الرقائق محلياً للحد من الاضطرابات المحتملة في الإمدادات.
وكانت جائحة كوفيد-19 تسببت في اختناقات ضخمة في عمليات تسليم الرقائق في جميع أنحاء العالم، وأسهمت في ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.
كما تعاني تايوان أيضاً من وضع ضعيف، إذ يشعر خبراء سلسلة التوريد والمسؤولون الأميركيون بالقلق من أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والعدوان العسكري المحتمل ضد الجزيرة من قبل بكين يمكن أن يعطل صناعة الرقائق الحيوية.
كما سلط الزلزال القوي الذي ضرب تايوان الأسبوع الماضي الضوء على تعرض الصناعة لمثل هذه الكوارث الطبيعية.
وفي اتصال مع الصحفيين قبل إعلان يوم الاثنين، قالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو إن الرئيس بايدن سئم من وجوده في نهاية سلسلة التوريد، مضيفة أنه للمرة الأولى على الإطلاق، ستصنع أميركا، رقائق أشباه الموصلات الأكثر تقدماً.
سام فوسوم وآنا كوبان – CNN