حذَّر الرئيس السابق للبنك الدولي ديفيد مالباس، يوم الاثنين، من أن المؤسسات المالية الغربية تعاني من الفشل سواء في أميركا أو خارجها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد خذلت العديد من حلفائها.
وقال مالباس في منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إكس -تويتر سابقاً- «كانت الأشهر الماضية فترة كارثية بالنسبة للاقتصاد والجغرافيا السياسية والمؤسسات العالمية»، معقباً «لقد سلطت الضوء على العديد من المشاكل الرئيسية والحلول الممكنة».
وأضاف الرئيس السابق للبنك الدولي أن «أضخم المشكلات من الناحية الإنسانية تتلخص في الحربين في أوكرانيا وغزة.. وعمليات الاختطاف في نيجيريا، والكارثة التي تضرب الفقراء في العديد من البلدان النامية».
وتابع مالباس أن «ضعف الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم يؤدي إلى تسليم منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا إلى المتطرفين وصعود الصين وروسيا».
الاقتصاد العالمي
وفي ما يخصُّ الوضع الدولي، قال مالباس «المؤسسات العالمية فشلت، ودور الولايات المتحدة فيها تراجع، والدليل انتكاسات التنمية وزيادة الصراعات، ولقد خذلت الولايات المتحدة وحلفاؤها العديد من أولئك الذين يعتمدون علينا، وكان آخرهم النيجر».
الرئيس السابق للبنك الدولي أضاف أن «الإطار المشترك لمجموعة العشرين لمعالجة الديون لا يعمل على تخفيف أعباء الديون الثقيلة التي تتحملها البلدان النامية».
وتابع مالباس «تتظاهر دول مجموعة العشرين بمساعدة البلدان النامية في مواجهة تحديات الديون، لكنها تترك أعباء الديون مرتفعة بشكل غير مستدام حتى بعد سنوات من المفاوضات».
وشدد مالباس «على الحاجة الملحة إلى إنشاء عملية جديدة للتعامل مع الديون غير المستدامة ونقل المسؤولية إلى صندوق النقد الدولي والدائنين الرئيسيين بعيداً عن مجموعة العشرين التي فشلت في مسؤولياتها».
وأوضح مالباس «إذا نظرنا إلى الخارج، فسوف يتبين لنا أن انفجار ديون حكومة الولايات المتحدة يعمل على استنزاف الموارد العالمية وتركيزها في مجموعة محدودة».
الاقتصاد الأميركي
يرى الرئيس السابق للبنك الدولي أن «المشكلة الأكبر من الناحية الاقتصادية تتلخص في سياسة الضرائب والإنفاق الضخم التي تنتهجها حكومة الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى خلق أزمة القدرة على تحمل التكاليف».
وأشار مالباس إلى أن «النمو الهائل في الإنفاق الحكومي الأميركي دون إضافة أي استثمارات أو إمكانات النمو، ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي غير المسبوقة، والتمويل قصير الأجل، يؤدي إلى مزاحمة الشركات الصغيرة، ولا توجد ضوابط وتوازنات لفرض قرارات مالية أفضل».
وحذر مالباس من أن «كل الدلائل تشير إلى تحطم القطار المالي بأميركا في عام 2025 عندما يفعل حد الدين، ويرتفع الإنفاق الحكومي، وترتفع معدلات الضرائب».
وأوضح الرئيس السابق للبنك الدولي أن أي كان القادم لسدة الحكم في أميركا سواء الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري فإن «تحديات الإصلاح الضريبي ستواجه في عام 2025؛ إذ من المقرر أن ترتفع معدلات الضرائب بشكل حاد في هذا العام، وقد دعت ميزانية الإدارة في فبراير شباط 2024 إلى زيادات ضريبية أكبر؛ ما يقوض الاستثمار في الأعمال التجارية».
الرئيس السابق للبنك الدولي قال «لقد نما الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير لدرجة أنه أصبح سبباً رئيسياً للمشكلات الاقتصادية، لكنه يظل جزءاً ضرورياً من الحل».
وأضاف مالباس «بعبارة واضحة، فإن النماذج الحالية للاحتياطي الفيدرالي لا تعمل، ويتعين عليه تقليص الدولار والدفاع عنه واستخدام أدوات البنك العديدة لتشجيع الإنتاج والاستثمار بدلاً من تقييده».