تولى الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، الرئيس الثامن لإيران، منصبه في 5 أغسطس آب 2021 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في يونيو حزيران من العام ذاته، وجاء انتخاب رئيسي بعد فترة طويلة من الخدمة في النظام القضائي الإيراني، حيث اشتهر بمواقفه المحافظة ودعمه القوي للنظام الديني في البلاد.
شغل رئيسي منصب الرئيس الإيراني خلفاً لحسن روحاني، وكان النائب الأول لرئيس مجلس خبراء القيادة، والرئيس السابق للسلطة القضائية في إيران، وعُيّن في هذا المنصب في 7 مارس آذار 2019 من قِبل الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي، وبقي على رأس تلك السلطة في إيران حتى 1 يوليو تموز 2021.
رئيسي أحد أركان النظام الإيراني
ولد رئيسي في مدينة مشهد بشمال شرق إيران في نوفمبر تشرين الثاني 1960، وبدأ بتولي مناصب عامة في سن مبكرة، إذ عُيّن مدعياً عاماً في مدينة كرج قرب طهران بينما كان في العشرين من عمره، وذلك بعد فترة وجيزة من بداية الثورة الإسلامية عام 1979.
وأمضى رئيسي قرابة ثلاثة عقود في السلطة القضائية في إيران، متنقلاً بين مناصب عدة منها مدعي عام طهران بين عامي 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة القضائية بدءاً من 2004 حتى 2014 حين تم تعيينه مدعياً عاماً للبلاد.
في 2016، أوكل إليه خامنئي مهمة سادن «العتبة الرضوية المقدسة» في مدينة مشهد، وعيّنه بعد ثلاثة أعوام على رأس السلطة القضائية، أحد الأركان الأساسية للنظام السياسي.
ووفق سيرته الذاتية الرسمية، قام رئيسي بتدريس مواد فقهية ودينية في الحوزات العلمية منذ عام 2018، خصوصاً في مدينة مشهد مسقط رأسه.
وفي 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيسي بدعوى تورّطه في انتهاكات حقوقية.
ولا يُعرف غير القليل عن حياة رئيسي الخاصة، ومن ذلك أن زوجته تُدعى جميلة وهي أستاذة في جامعة الشهيد بهشتي في طهران، وأن لهما فتاتين بالغتين، وأن حماه يدعى أحمد علم الهدى، وهو رجل دين شيعي وواعظ متشدد في مدينة مشهد، وفقاً لـ«بي.بي.سي».
وأولى رئيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية اهتماماً كبيراً بالسياسة الخارجية والعلاقات مع دول الجوار، كما وضع نصب عينيه معالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي ترجع بشكل أساسي إلى العقوبات المفروضة على بلاده.
الاقتصاد الإيراني في عهد رئيسي
تباين أداء الاقتصاد خلال عهد رئيسي بين المسارين الإيجابي والسلبي؛ فقد زاد نمو مؤشر الشركات المدرجة بنسبة 6.7 في المئة، كما سجلت إيران خلال فترة حكم رئيسي قفزة في تصدير النفط الخام ومكثفات الغاز، ووصلت إلى الرقم القياسي لأعلى كمية تصدير منذ بداية العقوبات ضدها.
وتم تدشين أكبر مشروع للسكك الحديدية في جنوب وجنوب شرق البلاد (سكة حديد زاهدان-كاش)، إذ تم افتتاح هذا الخط الحديدي الذي تم التخطيط له منذ عام 2009، في نوفمبر من هذا العام، وأدى إنشاء خط سكة حديد تشابهار-زاهدان، باعتباره أكبر مشروع للسكك الحديدية في البلاد، إلى توفير فرص عمل لـ3400 شخص بشكل مباشر و6000 شخص بشكل غير مباشر في سيستان وبلوشستان.
كما سجلت إيران أدنى معدل للبطالة في صيف 2023، وتُظهر مراجعة معدل البطالة في الصيف للسنوات السابقة أن معدل البطالة الصيفي لهذا العام هو الأدنى منذ 17 عاماً، فقد تم تسجيل زيادة 374 ألف وظيفة مقارنة بصيف العام الماضي.
وحققت إيران نمواً في تصدير الغاز المسال، وبحسب إحصاءات الجمارك، حتى 10 يناير كانون الثاني 2023، كان إجمالي دخل إيران من تصدير الغاز المسال أكثر من 6.8 مليار دولار، بزيادة 86 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
لكن من ناحية أخرى انخفض الريال الإيراني في مارس آذار 2023 إلى أدنى مستوياته أمام الدولار مسجلاً 613.500، وتشير بيانات مركز الإحصاءات في إيران إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في إيران سجل 7.9 بالمئة في ربيع عام 2023 لكنه تراجع إلى 7.1 بالمئة في الصيف وبلغ 5.1 بالمئة في الربع الأخير من العام الماضي.
وقدرت المنظمات الدولية أن هذه المعدلات قد تكون أقل من الحقيقية.