أعلن الحزب الحاكم في المكسيك فوز كلوديا شينباوم في الانتخابات الرئاسية «بفارق كبير» بعد إغلاق صناديق الاقتراع أمس الأحد، وهو ما سيجعلها أول رئيسة للبلاد، في خطوة مهمة لدولة معروفة بثقافتها الذكورية.
ومن المقرر ظهور النتائج الأولية على مدى الساعات القادمة، ولم تُقر مرشحة المعارضة زوتشيتل جالفيز بالهزيمة وطلبت من أنصارها التحلي بالصبر لحين ظهور النتائج الرسمية، بحسب رويترز.
وتبدأ الفائزة فترة ولاية مدتها ست سنوات في الأول من أكتوبر تشرين الأول من العام الجاري.
كانت هذه الانتخابات الأكثر دموية في تاريخ المكسيك الحديث بعد مقتل نحو 38 مرشحاً في سلسلة من الاغتيالات، ما أذكى المخاوف بشأن الخطر الذي تمثله عصابات المخدرات على الديمقراطية.
ما الذي ينتظر شينباوم في الملف الاقتصادي؟
كانت كلوديا شينباوم تعهدت بمواصلة السياسات الاجتماعية للرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور ولحركة التجديد الوطني اليسارية (مورينا) الحاكمة.
إذ شهد عهد لوبيز أوبرادور خروج 8.9 مليون شخص من الفقر الذي ما زال يطول 36.3 في المئة من سكان المكسيك البالغ عددهم 129 مليون نسمة، وفقاً للمجلس الوطني لتقييم سياسة التنمية الاجتماعية «كونيفال».
وستتولى الرئيسة المقبلة قيادة دولة يتوقع أن ينمو اقتصادها بنسبة 2.2 في المئة، مدفوعاً بعودة المصانع على طول الحدود مع الولايات المتحدة وزيادة الحد الأدنى للأجور، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأكدت المنظمة أن «الصادرات ستدعم النمو في 2025، وسيواصل التضخم تراجعه تدريجياً ليبلغ 3.1 في المئة في 2025».
وبحسب مورغان ستانلي، تجاوزت المكسيك الصين كأكبر مصدر لأميركا عام 2023 بدعم من التصنيع الذي يشكل نحو 40 في المئة من اقتصاد المكسيك.
ووفقاً لبيانات وزارة التجارة الصادرة في 4 أبريل نيسان الماضي، استمرت الواردات الأميركية في الزيادة خلال شهر فبراير شباط الماضي، كما انخفضت الصادرات الصينية إلى أميركا بنسبة 20 في المئة خلال عام 2023، مقارنة بعام 2022.
وتتنافس المكسيك والصين على سوق الصناعات التحويلية الأميركية منذ سنوات، ولكن وسط تحول العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، تبدو المكسيك مستعدة للمضي قدماً، إذ ترى جمعية التصنيع إندكس أن هناك «طفرة» في عملية نقل الشركات إلى المكسيك.
وتتوقع الجمعية أن تصل الاستثمارات الأجنبية إلى نحو 9 مليارات دولار في صناعة التصدير المكسيكية هذا العام، متوقعة «نظاماً اقتصادياً عالمياً جديداً».
المكسيك مركز عالمي لصناعة السيارات
تعد المكسيك مركزاً عالمياً لمصانع السيارات، إذ تستضيف مصانع من الشركات الكبرى العاملة في الولايات المتحدة، بما في ذلك جنرال موتورز وفورد وستيلانتس وما يقرب من 12 مصنعاً آخر.
وتعد السيارات أبرز صادرات المكسيك، إذ تعتمد شركات تصنيع السيارات الأميركية تقريباً على قطع الغيار من المكسيك لبناء سياراتها أو شاحناتها، لأنها أرخص بكثير من تلك المصنوعة في الولايات المتحدة.
وتعمل اتفاقيات التجارة الحرة بين أميركا والمكسيك وكندا على إزالة الحواجز الخاصة ببيع ونقل وشراء قطع الغيار في جميع أنحاء أميركا الشمالية.
ومن ضمن العوامل التي أدت إلى مزيد من الاعتماد على المكسيك زيادة التعريفة الجمركية على الواردات من الصين، ما يجعل دخول السلع الصينية إلى الأسواق الأميركية أكثر تكلفة ويثني الشركات عن الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية.