تتبادل الصين و الفلبين منذ أشهر الاتهامات بشأن مناورات ومصادمات بحرية خطيرة عند جزيرة سكند توماس شول، وهي جزيرة مرجانية تقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، ويبلغ طولها 200 ميل في بحر الصين الجنوبي.

وتقاذف البلدان الاتهامات بشأن حادث تصادم في بحر الصين الجنوبي اليوم الاثنين مع إعلان مانيلا أن قواتها المسلحة ستتصدى لأي تصرفات محتملة لبكين في المناطق البحرية المتنازع عليها، وهذا أحدث تصعيد في سلسلة المواجهات بين البلدين.

وتطالب بكين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبا بما في ذلك أجزاء تطالب بها الفلبين وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا وبروناي، وتمر عبر بحر الصين الجنوبي تجارة تتجاوز قيمتها ثلاثة تريليونات دولار سنوياً.

قال خفر السواحل الصيني اليوم الاثنين إن سفينة إمداد فلبينية اقتربت «بشكلٍ خطير ومتعمد» من سفينة صينية، ما أدّى إلى وقوع تصادم بسيط بعد أن «دخلت السفينة الفلبينية بشكلٍ غير قانوني» المياه المتاخمة لجزيرة سكند توماس شول، وهو اتهام نفته مانيلا ووصفته بأنه «خادع ومضلل».

وأضاف خفر السواحل في بيان أن سفينة النقل والإمداد الفلبينية تجاهلت التحذيرات المتكررة من الصين.

ونددت ماريكاي كارلسون سفير الولايات المتحدة لدى الفلبين على منصة إكس للتواصل الاجتماعي بمناورات الصين «العدوانية والخطيرة»، قائلة إن التصادم بين السفينتين «تسبب في إصابة جسدية».

وقالت قوة المهام الفلبينية في بحر الصين الجنوبي إن السفن الصينية ارتكبت حوادث تصادم وسحب خطيرة، ما عرض الأرواح للخطر وتسبب في إلحاق أضرار بالزوارق.

وقال جيلبرتو تيودورو وزير الدفاع في مانيلا في بيان «سلوك الصين الخطير والمتهور في بحر الفلبين الغربي ستتصدى له القوات المسلحة الفلبينية.. كما أن تصرفات الصين هي العقبات الحقيقية أمام السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي».

وتُطلق الفلبين على جزء من بحر الصين الجنوبي اسم «بحر الفلبين الغربي»، ولم ترد سفارة الصين في مانيلا على الفور على طلبات للتعقيب.

وقال الجيش الفلبيني في وقتٍ سابق إن التصرفات العدوانية المستمرة لخفر السواحل الصيني «تؤدي إلى تأجيج التوترات في المنطقة».

ووقعت عدة حوادث بعدما نشرت الفلبين مهام إعادة الإمداد لجنودها الذين يرابطون على متن سفينة حربية قديمة هناك جنحت عمداً عام 1999 لحماية مطالب مانيلا البحرية.

وكانت الصين قد حذّرت الفلبين سابقاً من التوغل في مياهها الإقليمية وأصدرت قواعد جديدة دخلت حيز التنفيذ في 15 يونيو حزيران والتي من شأنها تطبيق قانون 2021 الذي يسمح لخفر السواحل باستخدام القوة الفتاكة ضد السفن الأجنبية في المياه التي تقول الصين إنها تابعة لها.

وتتيح القواعد الجديدة لخفر السواحل الصيني احتجاز المتسللين لمدة 60 يوماً دون محاكمة.

رداً على ذلك، قال خفر السواحل الفلبيني اليوم الاثنين إنه أمر بنشر سفينتين لتسيير دوريات وضمان سلامة الصيادين الفلبينيين في جزيرة سكاربورو شول، وهي نقطة اشتعال أخرى تبعد نحو 640 كيلومتراً عن سكند توماس شول.

وبشكل منفصل، قال الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ في بيان إنه أنهى مناورة بحرية مشتركة استمرت يومين مع جيوش كندا واليابان والفلبين داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لمانيلا في بحر الصين الجنوبي.