تنطلق الدورة الثالثة من منتدى صندوق أوبك للتنمية لعام 2024 يوم الثلاثاء 25 يونيو حزيران الجاري في العاصمة النمساوية فيينا، فماذا تعرف عن الصندوق؟

صندوق أوبك للتنمية الدولية (OPEC Fund) هو المؤسسة الإنمائية الوحيدة المفوّضة عالمياً لتقديم التمويل من الدول الأعضاء فيها إلى الدول غير الأعضاء، إذ تعمل المؤسسة بالتعاون مع شركائها من الدول النامية ومجتمع التنمية الدولي لتحفيز النمو الاقتصادي والتقدّم الاجتماعي في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في جميع أنحاء العالم.

تأسّس الصندوق بواسطة الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) في عام 1976 بغرض تعزيز جهود التنمية، وتطوير المجتمعات، وتمكين الشعوب، وذلك من خلال التركيز على تمويل المشروعات التي تلبّي الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والطاقة والبنية التحتية والتوظيف خاصّة في ما يتعلق بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغيرة، والمياه النظيفة والصرف الصحي، والرعاية الصحية والتعليم.

حقق الصندوق نتائج قوية في عام 2023، وكشف عن توزيع استثمارات الصندوق بواقع 42 في المئة في إفريقيا، وبنسبة 20 في المئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى، وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بنسبة 20 في المئة، وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ 18 في المئة، عن طريق إقراض القطاعين العام والخاص وتمويل التجارة والمنح.

خصّص صندوق أوبك، منذ إنشائه حتى الآن، نحو 27 مليار دولار أميركي لدعم مشروعات التنمية في أكثر من 125 دولة، وتقدّر التكلفة الإجمالية لهذه المشروعات أكثر من مئتي مليار دولار أميركي.

وحصل صندوق أوبك للتنمية الدولية على تصنيف AA+ مع توقعات مستقرة من قِبل مؤسسة فيتش للتصنيف المالي وتصنيف AA+ مع توقعات إيجابية من قِبل وكالة ستاندرد آند بورز.

وفي عام 2023، وسّع صندوق أوبك للتنمية التزاماته التنموية الجديدة إلى 1.7 مليار دولار، وأسهم الصندوق في تمويل 55 مشروعاً على مستوى العالم، تشمل مجالات معالجة آثار تغير المناخ وتحول الطاقة ودعم التنمية والمرونة الاقتصادية والاجتماعية والمناخية وخلق فرص العمل وتعزيز الأمن الغذائي والنمو المستدام.

وفي عام 2022، أطلق صندوق أوبك خطة عمل للأمن الغذائي بقيمة مليار دولار استجابة لاضطراب سلسلة التوريد العالمية، كما أطلق خطة العمل الخاصة بالمناخ لمعالجة التحدي المزدوج المتمثل في الوصول إلى الطاقة وتغير المناخ والعمل على تحقيق هدف الصندوق لعام 2030، المتمثل في تخصيص 40 في المئة من إجمالي التمويل الجديد للعمل المناخي.

تتمثل مهمة صندوق أوبك في دفع عجلة التنمية وتعزيز المجتمعات لأفضل الممارسات بما يتماشى مع المؤسسات المتعددة الأطراف الزميلة لتحقيق أقصى قدر من تأثير التنمية المستدامة.

أبرز مشاريع الصندوق للتنمية

تعد بوركينا فاسو إحدى الدول الأكثر ضعفاً في العالم، وهي دولة رئيسية لصندوق أوبك، وقدم الصندوق قرضاً بقيمة 20 مليون دولار أميركي لدعم سلسلة القيمة الزراعية في محاولة للتخفيف من حدة الفقر وتعزيز الأمن الغذائي هناك.

وعلى صعيد العمل المناخي، يدعم برنامج تمويلي من الصندوق دولة بنما بنحو 120 مليون دولار بهدف التخفيف من آثار تغير المناخ واحتوائها وعكس اتجاهها، ما يساعد بنما على تحقيق التزاماتها طويلة الأجل بموجب اتفاق باريس.

ومن الدول العربية، شارك صندوق أوبك في قرض مشترك بقيمة تصل إلى 30 مليون دولار لتمويل محطة بينونة للطاقة الشمسية بقدرة مئتي ميغاواط في الأردن، وهو أكبر مشروع من نوعه في البلاد؛ فهو يوفر الطاقة السنوية لنحو 160 ألف منزل، ما يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقدر بنحو 360 ألف طن سنوياً.

ودعم الصندوق بنغلاديش بقرض للحكومة بقيمة 75 مليون دولار لمساعدتها في تنفيذ سلسلة من الإصلاحات وإنعاش الاقتصاد ودعم الشركات المتضررة من جائحة كوفيد-19، وخاصة تلك التي تديرها النساء.