شهد النصف الأول من عام 2024 العديد من الأحداث الاقتصادية من تحقيق أسهم الشركات الكبرى أداء قوياً إلى تباين قرارات البنوك المركزية في العالم وتأثيرها على الأسواق وصولاً إلى عمليات الاستحواذ والدمج الضخمة.

وبينما لم تتحقق التوقعات بجنون خفض أسعار الفائدة العالمية، فإن شركة إنفيديا وبقية الشركات السبع الكبرى ارتفعت قيمتها السوقية بنحو 3.6 تريليون دولار في ستة أشهر.

تحركات سوق الأسهم

سجل مؤشر أم إس سي آي للأسهم العالمية المكون من 47 دولة ارتفاعاً قوياً بنسبة 11 في المئة منذ يناير كانون الثاني 2024، لكنه ليس قريباً من قفزة شركات التكنولوجيا الكبرى التي بلغت 30 في المئة، أو المكسب المذهل بنحو 150 في المئة الذي حققته شركة إنفيديا عملاق عالم الرقائق.

وقال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة آي بي أو إس لإدارة الأصول، كريس ميتكالف إن «ثلاثين في المئة من عائدات ستاندرد آند بورز هذا العام جاءت من إنفيديا وحدها»، مشيراً إلى أنها أصبحت الآن أغلى سهم في أغلى سوق في العالم.

لم تكن أسواق الأسهم فقط هي التي حددت معالم الطريق.

انخفض الين الياباني إلى أدنى مستوى له في 38 عاماً مقابل الدولار في أسواق العملات، وحققت أسعار الكاكاو واحدة من أفضل فتراتها على الإطلاق بينما ارتفعت مخاطر السندات الفرنسية إلى أعلى مستوياتها منذ أزمة اليورو بعد الهزيمة التي تلقاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على يد اليمين المتطرف في انتخابات الاتحاد الأوروبي في يونيو حزيران ما دفعه إلى الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة يوم الأحد.

تراجع السندات

كانت السندات الحكومية تمر بوقت عصيب على أي حال، فقد تبين أن التوقعات بتدفق تخفيضات أسعار الفائدة لم يتحقق منها سوى الفتات في بضعة أجزاء من أوروبا والأسواق الناشئة ولم تقدم الولايات المتحدة على أي خفض في أسعار الفائدة حتى الآن.

نتيجة لذلك خسر أي شخص يمتلك سلة من السندات القياسية نحو 1.5 في المئة من أمواله.

من جانبها قالت رئيسة الأصول المتعددة في كاندريام، ناديج دوفوس إنه «في نهاية العام الماضي توقعت الأسواق سبعة تخفيضات أميركية لأسعار الفائدة والآن تتوقع تخفيضاً واحداً أو اثنين فقط»، مضيفة «كان هذا هو المحرك الرئيسي -تقصد لسوق السندات- ويفسر الأداء الضعيف».

أدى الأداء المتذبذب للرئيس الأميركي جو بايدن في أحدث مناظرة تلفزيونية له ضد دونالد ترامب إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات الأميركية في نوفمبر بشكل كبير.

وهناك أيضاً انتخابات عامة في بريطانيا في 4 يوليو تموز والتي يتوقع أن تشهد أول تغيير للحكومة منذ 14 عاماً مع عودة حزب العمال البريطاني للحكم، لكن لا ينتظر أن يؤدي هذا إلى تحولات ضخمة في الأسواق.

أوضحت مديرة صندوق بولار كابيتال جورجينا هاميلتون أن ذلك يرجع إلى أنه على عكس فرنسا والولايات المتحدة، فإن المرشحين الرئيسيين لقيادة المملكة المتحدة من الوسطيين إلى حد ما.

وأضافت «بعد أن شهدنا الكثير من الاضطرابات في السنوات الأخيرة.. لا يمكنك التقليل من شأن هذه الخلفية السياسية الأكثر هدوءاً».

الذهب والكاكاو

كانت القصة الكبرى في السلع الأساسية هي ارتفاع أسعار الكاكاو بنحو 85 في المئة بسبب النقص، وهو ما يمثل بالفعل ثاني أكبر قفزة سنوية على الإطلاق، رغم أنه ليس خبراً ساراً لمحبي الشوكولاتة.

وبلغ الذهب أعلى مستوى قياسي له عند أقل من 2450 دولاراً للأوقية في شهر مايو أيار 2024، وارتفع النفط بنسبة 12 في المئة بينما تجاوزت عملة البيتكوين 70 ألف دولار وسجلت موجة من الارتفاعات الجديدة بعد أن أعطت هيئات الرقابة الأميركية صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة الضوء الأخضر.

الأسواق الناشئة وصفقات الاستحواذ

كما ارتفعت قيمة نشاط الدمج والاستحواذ العالمي بنحو 5 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

ويرجع هذا بشكل أساسي إلى صفقتين بقيمة 35 مليار دولار شهدتا استحواذ شركة بطاقات الائتمان كابيتال وان على ديسكفر فاينانشال وشراء شركة سينوبسيس منافِستها أنسيس، رغم أنه كان من الممكن أن يكون أكثر من ذلك بكثير إذا نجحت مساعي شركة بي إتش بي للاستحواذ على شركة أنغلو أميركان بنحو 49 مليار دولار.

ولكن كما هو الحال دائماً، لا يزال هناك الكثير من الانخفاضات في الأسواق الناشئة.

انخفضت أسهم العقارات الصينية للربع التاسع على التوالي، ودفعت عمليات خفض القيمة عملتي نيجيريا ومصر إلى الانخفاض بنسبة 42 في المئة و36 في المئة على التوالي، في حين انخفض البيزو المكسيكي بنحو 8 في المئة في يونيو حزيران.

(رويترز)