بدأت اليابان، اليوم الأربعاء، طبع وتوزيع أول أوراق نقدية تحمل صوراً ثلاثية الأبعاد »هولوجرام« في العالم، في محاولة لإحباط عمليات التزوير، وفق مكتب الطباعة الوطني الياباني.
وتُظهر فئات النقد المختلفة من الين الياباني صوراً ثلاثية الأبعاد -تختلف حسب زاوية الرؤية- لمؤسسي المؤسسات المالية والعلماء اليابانيين ورائدات تعليم.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا »تجدون وجوه أولئك الذين يمثلون الرأسمالية اليابانية وتمكين المرأة والابتكار التكنولوجي على العملات الجديدة«، مضيفاً أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي ينتقل فيه الاقتصاد إلى مرحلة يقودها النمو للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود.
وتظهر البيانات الاقتصادية الأخيرة أن الشركات الرئيسية ترفع أجور العمال بأسرع معدل منذ 33 عاماً، لكن ضعف عملة الين أمام سلة العملات الرئيسية يغذي استمرار التضخم، ما يؤدي إلى تباطؤ الاستهلاك وضعف بيئة الأعمال.
ورغم أن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا أكد أهمية التقنية الحديثة في مكافحة التزوير، فإن التزوير لا يمثل مشكلة كبيرة في اليابان، حيث تمثل الأوراق النقدية المزيفة التي اكتشفتها الشرطة في عام (2023) 681 ورقة نقدية فقط، انخفاضاً عن الرقم القياسي البالغ 25858 ورقة في عام 2004.
وتصور الورقة الجديدة من فئة 10 آلاف ين (62 دولاراً) إييتشي شيبوساوا (1840-1931)، مؤسس أول بنك وبورصة للأوراق المالية، والذي يطلق عليه غالباً »أبو الرأسمالية اليابانية«، وتصور الورقة النقدية الجديدة فئة 5000 ين المعلمة أوميكو تسودا (1864-1929)، التي أسست واحدة من أولى الجامعات النسائية في اليابان، بينما تصور الورقة النقدية فئة 1000 ين عالم الطب الرائد، شيباسابورو كيتاساتو (1853-1931).
نيبال الرابح الأكبر
وبدأت البنوك في جميع أنحاء اليابان في ملء أجهزة الصراف الآلي الخاصة بها يوم الأربعاء بأوراق الين الجديدة اللامعة التي تم الحصول عليها من شجيرات ورق أصفر تنمو عند سفح جبال الهيمالايا الصخرية في نيبال، تسمى شجيرة »ميتسوماتا«، يحتوي لحاؤها على ألياف طويلة وقوية مثالية لصنع ورق رقيق لكنه متين.
وتمر النسخة الجديدة من فئات الين برحلة طويلة ومعقدة تتطلب شهوراً من العمل والنقل براً وجواً عبر آلاف الكيلومترات من أيادي المزارعين في نيبال إلى محافظ المستهلكين اليابانيين.
وبهذا يمثل توفير الأوراق النقدية لواحدة من أغنى بلدان العالم مصدراً رئيسياً للدخل للمجتمعات الريفية في واحدة من أفقر بلدان العالم، وكلما تزدهر سفوح الهيمالايا تزدهر جيوب مواطني طوكيو.
النقد هو الملك في اليابان
على الرغم من أن اليابان دفعت من أجل المزيد من المدفوعات الرقمية في السنوات الأخيرة، فإن النقد لا يزال هو المسيطر، وتتخلف اليابان عن دول آسيوية أخرى مثل الصين التي أصبحت غير نقدية بالكامل تقريباً.
وتقول الحكومة إن المدفوعات غير النقدية في اليابان تضاعفت ثلاث مرات تقريباً خلال العقد الماضي لتشكل 39% من الإنفاق الاستهلاكي في عام 2023، لكنها لا تزال متخلفة عن نظيراتها العالمية وينبغي أن ترتفع إلى 80% لتعزيز الإنتاجية.
وستبقى الأوراق النقدية الحالية قيد الاستخدام، لكن محطات القطارات ومواقف السيارات ومحلات بيع المكرونة الجاهزة تسعى جاهدة لتحديث آلات الدفع للتعامل مع الأوراق النقدية الجديدة.
وتخطط السلطات لطباعة نحو 7.5 مليار ورقة نقدية مصممة حديثاً بحلول نهاية العام المالي الحالي، ما يؤدي إلى تضخم المعروض من الأوراق النقدية البالغ 18.5 مليار ورقة، بقيمة 125 تريليون ين بحلول ديسمبر 2023.
وقال محافظ البنك المركزي الياباني كازو أويدا »النقد وسيلة دفع آمنة يمكن لأي شخص استخدامها في أي مكان وفي أي وقت، وسيستمر في لعب دور مهم«، على الرغم من البدائل.
وقام بنك اليابان »البنك المركزي بالبلاد« بتجربة العملات الرقمية، لكن الحكومة لم تتخذ قراراً بشأن إصدار الين الرقمي.
وقد حفز التجديد الأول للنقود الورقية منذ عام 2004 الشركات على تحديث آلات الدفع للعملاء المحبين للنقد.
وقالت جمعية مصنعي آلات البيع اليابانية إن ما يقرب من 90% من أجهزة الصراف الآلي التابعة للبنوك وآلات تذاكر القطارات وآلات تسجيل النقد بالتجزئة جاهزة لاستقبال الأوراق النقدية الجديدة، لكن نصف ماكينات التذاكر الخاصة بالمطاعم ومواقف السيارات فقط تم تحديثها، بينما 80% من آلات بيع المشروبات في البلاد البالغ عددها 2.2 مليون آلة تحتاج أيضاً إلى تحديث.
(رويترز)