قالت قناة آي.تي.في، اليوم الجمعة، إن حزب العمال المعارض في بريطانيا فاز بما يصل إلى 326 مقعداً في الانتخابات البرلمانية، ما يعني أنه يتمتع الآن بالأغلبية في مجلس العموم المؤلف من 650 مقعداً.
وفاز حزب العمال بـ326 مقعداً، وهو العدد الحاسم الذي يضمن لهم الأغلبية البرلمانية ويضمن أن يصبح كير ستارمر رئيساً للوزراء في الساعات المقبلة.
قبل دقائق من ذلك، اعترف رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم حزب المحافظين ريشي سوناك بالهزيمة، وقال للناس أثناء فرز الأصوات في مقعده «أنا آسف».
وقال سوناك «لقد فاز حزب العمال في هذه الانتخابات العامة»، مضيفاً أنه اتصل بستارمر لتهنئته والاعتراف بالهزيمة في الانتخابات.
يمثل هذا الحدث التاريخي نهاية حقبة وبداية حقبة أخرى؛ فقد حكم المحافظون بريطانيا لمدة 14 عاماً، لكن حزب العمال أطاح بهم من السلطة لأول مرة منذ عام 1997.
قبل خمس سنوات، عندما فاز حزب المحافظين بأغلبية ساحقة، كانت هذه اللحظة تبدو غير واردة، لكن ستارمر نجح في تحويل حزبه بينما انهار حزب المحافظين، وتراجع من فضيحة إلى فضيحة، وغير زعيمه مرتين منذ ذلك التصويت.
لا يزال هناك الكثير من المقاعد التي يتعين الإعلان عنها، ويسير حزب العمال على الطريق الصحيح للحصول على أغلبية ضخمة ستجعل ستارمر رئيس وزراء قوياً، سيسافر إلى قصر باكنغهام يوم الجمعة لتولي السيطرة رسمياً على البلاد.
وتعهد كير ستارمر بإحداث تغيير في بريطانيا باعتباره رئيس الوزراء المقبل، بعد أن حقق حزب العمال الذي يتزعمه فوزاً ساحقاً في الانتخابات البرلمانية اليوم الجمعة، لينهي 14 عاماً من حكم المحافظين غلب عليها الاضطراب.
وفاز حزب العمال الذي ينتمي إلى يسار الوسط بأغلبية ساحقة في البرلمان المؤلف من 650 مقعداً، فيما عانى حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك من أسوأ أداء في التاريخ الطويل للحزب، بعد أن عاقبه الناخبون بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة وضعف الخدمات العامة وسلسلة من الفضائح.
وقال ستارمر في كلمة احتفالاً بالفوز «فعلناها.. التغيير يبدأ الآن.. قلنا سننهي الفوضى، وسنفعل، قلنا سنطوي الصفحة، وفعلنا. اليوم، نبدأ الفصل التالي، نبدأ العمل من أجل التغيير، مهمة التجديد الوطني وإعادة بناء بلدنا».
ومع انتظار نتيجة نحو 12 مقعداً، حصد حزب العمال 410 مقاعد، وحصد المحافظون 117 مقعداً، والديمقراطيون الأحرار من تيار الوسط 70 مقعداً، وهو أفضل أداء لهم على الإطلاق.
وأطيح بنحو 250 من المشرعين المحافظين في الهزيمة الساحقة، ومن بينهم عدد قياسي من كبار الوزراء ورئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.
واعترف سوناك -الذي بدا متجهماً- بالهزيمة، وقال إنه اتصل بستارمر لتهنئته على فوزه.
وقال سوناك «اليوم تنتقل السلطة بطريقة سلمية منظمة، مع حسن النية من جميع الأطراف، هناك الكثير لنتعلمه ونفكر فيه ملياً، وأنا أتحمل مسؤولية الخسارة أمام مرشحي المحافظين المجتهدين الرائعين.. أعتذر».
وعلى الرغم من الفوز الصريح، أشارت استطلاعات الرأي إلى ضعف الحماسة لستارمر أو لحزبه، وبفضل النظام الانتخابي البريطاني الذي ينص على فوز الحاصل على العدد الأكبر من الأصوات، يبدو أن انتصار حزب العمال سيتحقق بأصوات أقل مما كان عليه في 2017 ثم في عام 2019 الذي مثل أسوأ أداء انتخابي للعمال منذ 84 عاماً.
ويأتي ستارمر أيضاً إلى السلطة في وقت تواجه فيه البلاد سلسلة من التحديات الصعبة.
فمن المتوقع أن يصل العبء الضريبي في بريطانيا إلى أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية، ويعادل صافي الدين تقريباً الناتج الاقتصادي السنوي، كما انخفضت مستويات المعيشة، وتشهد الخدمات العامة تدهوراً، خاصة خدمة الصحة الوطنية التي تعاني من الإضرابات.
واضطر ستارمر بالفعل إلى تقليص بعض خطط حزب العمال الأكثر طموحاً، مثل تعهداته الرئيسية بالإنفاق الأخضر (المراعي للاعتبارات البيئية)، لكنه تعهد بعدم زيادة الضرائب على «العاملين».
وقال «لا أعدكم بأن يكون الأمر سهلاً.. تغيير بلد ما ليس مثل الضغط على مفتاح كهربائي، إنه عمل شاق، مع الصبر والعزيمة والعمل وسنتحرك على الفور».
* صعود حزب الإصلاح
جانب كبير من الضربة التي لحقت بشعبية المحافظين جاءت من حزب الإصلاح اليميني، برئاسة الناشط في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نايجل فاراج الذي شن حملة قوية للحد من الهجرة.
وقد وعد ستارمر بإلغاء سياسة حزب المحافظين المثيرة للجدل المتمثلة في إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، لكن نظراً لأن الهجرة قضية انتخابية رئيسية، سيتعرض لضغوط لإيجاد طريقة لمنع عشرات الآلاف من الأشخاص من الوصول عبر القنال الإنجليزي من فرنسا على متن قوارب صغيرة.
وحصل حزب الإصلاح على أربعة مقاعد، وانتُخب فاراج نفسه أخيراً لعضوية البرلمان في محاولته الثامنة، وحصل الحزب على أكثر من أربعة ملايين صوت، أي أكثر مما حصل عليه المحافظون في مناطق واسعة من البلاد.
ويعكس نمو التأييد للحزب اليميني نتائج مماثلة شهدتها أوروبا مؤخراً مع صعود اليمين المتطرف.
لكن على النقيض من فرنسا حيث حقق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان مكاسب تاريخية في الانتخابات التي أجريت يوم الأحد الماضي، فضل الشعب البريطاني بشكل عام حزب يسار الوسط لإحداث التغيير.
ووعد ستارمر بتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي لحل القضايا الناجمة عن انفصال بريطانيا عن التكتل، وعلى الرغم من معارضة ستارمر لخروج بريطانيا من الاتحاد، فإن العودة إليه ليست مطروحة على الطاولة.
وفي حين وعد بإحداث التغيير على المستوى الداخلي، تعهد ستارمر بمواصلة دعم لندن المطلق لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وفي الكثير من القضايا الخارجية، تشبه سياساته سياسات سوناك.