أعلن البنك المركزي الصيني، اليوم الاثنين، بدء إجراء اتفاقيات مؤقتة لإعادة شراء السندات «الريبو» أو إعادة الشراء العكسي، لجعل عمليات السوق المفتوحة أكثر كفاءة والحفاظ على وفرة السيولة بالنظام المصرفي.
ويعتقد المشاركون في السوق والمحللون أن هذه الخطوة تمهّد الطريق لممر جديد لأسعار الفائدة «سقف وقاع لا يخرج عنهما السعر»، حيث يعمل سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام كدليل مركزي، يمنح البنك مجالاً أكبر لإدارة تدفق السيولة وأسعار الفائدة وسط طلب ساخن على السندات.
ويتفق هذا مع بيان محافظ البنك المركزي، بان جونغ شنغ، أن تحديد سعر الفائدة لمدة سبعة أيام يؤدي بشكل كفء وظيفة سعر الفائدة الرئيسي، وأن تكلفة استخدام أدوات السياسة النقدية التي تعتمد على آجال أخرى قللت من دورها كمعدلات فائدة.
وستكون عمليات إعادة الشراء المؤقتة وإعادة الشراء العكسية عبارة عن قروض بآجال لليلة واحدة وسيتم إجراؤها وفقاً لظروف السوق.
ويعني «ريبو» إعادة الشراء، ويقصد بها معدل الفائدة الذي تقترض به البنوك التجارية الأموال من البنوك المركزية، خلال فترة قصيرة الأجل، أمّا بالنسبة للريبو العكسي فهو معدل الفائدة الذي تُودع به البنوك التجارية أموالها في البنوك المركزية.
وستكون أسعار الفائدة على عمليات إعادة الشراء المؤقتة وإعادة الشراء العكسية 20 نقطة أساس أقل و50 نقطة أساس فوق سعر الفائدة لمدة سبعة أيام، أو 1.6% و2.3% على التوالي، ما يمثل ممر طوله 70 نقطة أساس، يمثل سقفاً وقاعاً يتحرك بينهما سعر الأساس.
وستسمح عمليات إعادة الشراء للبنك المركزي بضخ السيولة إلى شرايين النظام المصرفي.
وتقول فرانسيس تشيونغ، الخبيرة الاستراتيجية في تقييم أسعار الفائدة في بنك OCBC «سعر إعادة الشراء سيكون بمثابة الحد الأدنى لأسعار السندات لأن هذا سيكون السعر الذي يدفعه بنك الشعب الصيني لاستيعاب السيولة الفائضة من السوق، وستضمن نطاقاً معيناً لتحرك أسعار السندات».
وقال شينغ تشاو بينغ، كبير الخبراء الاستراتيجيين في بنك ANZ «بالنسبة للمشاركين في السوق، فإن معدل إعادة الشراء المؤقت أو إعادة الشراء العكسي يعد عقابياً بطبيعته، ولا يُستبعد أن يصبح أداة سياسية رسمية في المستقبل».
وقال مينج مينج، كبير الاقتصاديين في «سيتيك» للأوراق المالية «لقد أضافت خطوة البنك المركزي أداة لإدارة السيولة خلال اليوم، ما يساعد على استقرار سيولة السوق»، وأضاف «لن يقوم بنك الشعب الصيني بإجراء عمليات إعادة الشراء العكسي بشكل متكرر كل يوم، ولكن قد يستخدمها في منتصف أو نهاية الشهر أو نهاية الربع».
وارتفع العائد على السندات الحكومية الصينية لأجل 30 عاماً بمقدار 2.5 نقطة أساس بعد بيان بنك الشعب الصيني، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بنحو نقطتين أساس.
وقال تشو شيلي، مدير قسم الأسواق المالية العالمية في مؤسسة UOB بالصين «بالنسبة للمشاركين في السوق يجب أن يكون عدم التناسق بين أسعار الإقراض والاقتراض لليلة واحدة بمثابة تحذير للسوق، ويؤدي في النهاية لضرورة إجراء لتهدئة سوق السندات»، مضيفاً «من المتوقع أن تكون أول عملية إعادة شراء للبنك المركزي هذا الأسبوع».
وقال البنك المركزي لرويترز الأسبوع الماضي إن لديه سندات بقيمة مئات المليارات من اليوانات تحت تصرفه، وسيبيعها اعتماداً على ظروف السوق، في إطار خطة تعتبرها الأسواق محاولة لتهدئة موجة صعود ساخنة للسندات.