أشاد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بالملياردير الأميركي والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، واصفاً إياه بأنه «رجل عظيم ورائع».
وأعلن ماسك تأييده لترامب في 13 يوليو تموز الماضي، يوم محاولة الاغتيال للمرشح الرئاسي، بعد أن أظهر مراراً وتكراراً تحولاً نحو اليمين في سياسته.
وفي أول ظهور له بعد محاولة الاغتيال في مؤتمر حاشد بولاية ميشيغان الأميركية، أشاد ترامب بالملياردير الشهير، موجّهاً سؤلاً للجمهور «أنا أحب إيلون ماسك.. هل نحبه جميعاً؟»
وقال الرئيس السابق «علينا أن نجعل الحياة جيدة لأشخاصنا الأذكياء مثل ماسك»، مؤكداً أنه سعيد بتأييده له وتحدث معه خلال الفترة الماضية.
من جانبه، أعاد ماسك لترامب حسابه مرة أخرى على منصة إكس، على الرغم من أن ترامب لم ينشر على الحساب إلّا فيما ندر سوى عدة مرات.
وألقى تأييد إيلون ماسك لترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، الضوء على الخلاف العميق بينه وبين الرئيس الأميركي الحالي والمرشح الديمقراطي جو بايدن.
تاريخ الخلافات بين بايدن وماسك
يتمتع الملياردير إيلون ماسك والرئيس جو بايدن بتاريخ طويل، وكانت البداية عكس الوضع الحالي، فعندما تولى بايدن منصب الرئيس قال ماسك لمجلة فورتشن إنه متحمس للغاية لأن الإدارة الجديدة تركز على المناخ.
كما أعلن ماسك في وقت لاحق أنه صوّت لصالح بايدن في انتخابات الرئاسية عام 2020، ودعم حملة هيلاري كلينتون للرئاسة عام 2016 أمام ترامب.
لكن سرعان ما بدأ ماسك باستهداف سياسات بايدن وانتقد الخيارات السياسية للإدارة، مؤكداً أن سياسية بايدن تسيطر عليها النقابات، وقال مازحاً إن بايدن «لا يزال نائماً» عندما لم يعلق البيت الأبيض على رحلة الفضاء التاريخية الخاصة لشركة سبيس إكس.
واعترض ماسك بشدة على نهج بايدن تجاه تسلا، بعدما استضاف الرئيس الأميركي قمة في البيت الأبيض في أغسطس 2021 بشأن السيارات الكهربائية، وجمع فيها مديرين تنفيذيين من شركات فورد وجنرال موتورز ولم يدعو تسلا، وكان هذا الأمر غريباً لمناقشة مستقبل صناعة السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة دون أكبر شركة مصنعة لهذه السيارات.
وقال ماسك في منشور له «يبدو من الغريب عدم دعوة تسلا»، وسُئلت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض آنذاك جين بساكي، خلال مؤتمر صحفي، عما إذا كان قد استبعاد تسلا من الحدث جاء لأن موظفيها لم يكونوا جزءاً من اتحاد السيارات، وأجابت بساكي «سأدعك تتوصل إلى استنتاجك الخاص».
واستمر الخلاف أكثر عندما نشر بايدن مقطع فيديو على منصة إكس، يظهر فيه وهو يتحدث مع الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، ماري بارا، وقال «لقد قصدت ذلك عندما قلت إن المستقبل سيصنع هنا في أميركا، على يد شركات مثل جنرال موتورز وفورد تصنع المزيد من السيارات الكهربائية هنا أكثر من أي وقتٍ مضى».
وقال بايدن في مؤتمر صحفي عام 2022 إن تعاون ماسك أو علاقاته الفنية مع الدول الأخرى أمر يستحق أن تبحث وينظر فيها، في إشارة إلى علاقته الحميمة في كثير من الأحيان مع الحزب الحاكم في الصين.
وعلق ماسك على هذا الأمر في عام 2022، قائلا «لقد بذلت هذه الإدارة كل ما في وسعها لتهميش وتجاهل تسلا»، وبعدها أعلن في شهر مايو أيار من العام نفسه، أنه لم يعد يخطط للتصويت لبايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
الخلاف يصل إلى القمة
في أوائل عام 2023، بدا وكأن الاثنين قد توصلا إلى أرضية مشتركة، إذ أشاد بايدن بشركة تسلا بعد أن تعهد ماسك بفتح آلاف شواحن تسلا أمام ماركات أخرى، وأجاب ماسك «شكراً لك، تسلا سعيدة بدعم المركبات الكهربائية الأخرى عبر شبكة سوبر شارجر الخاصة بنا».
ولكن سرعان ما عاد الخلاف بين الاثنين بعد استهداف إدارة بايدن لماسك وشركاته عدة مرات، بما في ذلك التحقيق المستمر الذي تجريه وزارة العدل في برنامج القيادة الذاتية المثير للجدل لشركة تسلا.
ومنذ بداية العام الحالي 2024، كثّف ماسك انتقاداته لبايدن لتشمل مجالات سياسية أخرى مثل الهجرة والصحة، مستهدفاً عمر بايدن، ومواصلة تأملاته حول سيطرة النقابات عليه.
وفي أبريل 2024، نشر ماسك على منصة إكس، منشوراً قال فيه «بايدن لا يعرف حقاً ما الذي يحدث».
وانتهى الأمر بإعلان إيلون ماسك تأييده لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وبعدها أعلن بايدن إصابته بـ«كوفيد 19»، لكنه استغل ذلك ونشر عبر حسابه على منصة إكس منشوراً يهاجم فيه ماسك.
وقال بايدن في منشور له «أنا مريض»، ثم تبعه بمنشور آخر جاء فيه «إيلون ماسك ورفاقه الأثرياء يحاولون شراء هذه الانتخابات، وإذا وافقتم، شاركوا هنا»، ثم قام بعد ذلك بإرفاق رابط يوجه المستخدمين إلى موقع جمع التبرعات لحملته.