في حدث أثار الكثير من الجدل، تكشفت تفاصيل العشاء الفاخر الذي أقامته فرنسا للترحيب بالملك تشارلز الثالث.. هذا العشاء، الذي أُقيم في قصر فرساي الشهير، لم يكن مجرد مناسبة دبلوماسية عادية، بل كان احتفالاً باذخاً كلف خزينة الدولة الفرنسية نصف مليون دولار.

وفي ما يلي نوضح تفاصيل هذا الحدث الكبير الذي جلب انتقادات واسعة حول الإنفاق الحكومي في فرنسا، إذ اكتشف الفرنسيون أن استضافة ملك إنجلترا كان عملاً مكلفاً.

عشاء فاخر بجراد البحر أقيم للترحيب بالملك تشارلز الثالث في باريس في سبتمبر أيلول الماضي كلف مكتب الرئيس الفرنسي نحو 475,000 يورو (515,000 دولار)، وفقاً لحسابات نُشرت يوم الاثنين من قبل المدقق العام الفرنسي.

الحدث الباذخ في قصر فرساي، الذي شهد حضور نحو 180 ضيفاً تناولوا مأدبة من جراد البحر الأزرق وكعك السلطعون والدجاج المغمور في الشمبانيا، ساعد في خلق عجز قدره 8.3 مليون يورو (9 ملايين دولار) في ميزانية قصر الإليزيه العام الماضي، بحسب المدقق.

المراقب المالي، المسؤول عن تدقيق النفقات الرئاسية بما في ذلك الإنفاق على الموظفين والأمن والواجبات الدبلوماسية، قال إن نفقات قصر الإليزيه بلغت أكثر من 125 مليون يورو (136 مليون دولار) خلال عام 2023، بزيادة 14% مقارنة بالعام السابق.

كان الإفراط في الإنفاق جزءاً من عجز ميزانية الحكومة الفرنسية الأكبر بكثير في عام 2023، والذي حصلت بسببه البلاد على توبيخ من الاتحاد الأوروبي.

تضمن العشاء الرسمي إنفاق أكثر من 166,000 يورو (180,000 دولار) على تقديم الطعام و42,000 يورو (46,000 دولار) على المشروبات، بالإضافة إلى تكاليف أخرى تشمل الأثاث والزهور والزخارف على الطاولات.

عشاء تشارلز

حضر الملك تشارلز وزوجته، الملكة كاميلا، المأدبة كجزء من زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام إلى فرنسا، والتي تم تأجيلها من أوائل عام 2023 بسبب احتجاجات واسعة النطاق على إصلاحات المعاشات التي أجراها ماكرون.

خلال الرحلة، أشاد الملك تشارلز بـ«العلاقة الضرورية» بين المملكة المتحدة وجارتها في خطاب تاريخي أمام مجلس الشيوخ الفرنسي.

كان ميك جاغر، هيو غرانت ومدرب كرة القدم الفرنسي السابق أرسين فينغر من بين الوجوه الشهيرة في العشاء الرسمي، الذي أقيم في قاعة المرايا البراقة بطول 240 قدماً (73 متراً) في فرساي، وفقاً لموقع القصر على الإنترنت، حيث كانت الملكية الفرنسية قديماً تقيم الحفلات والأعراس وتستضيف الشخصيات الأجنبية.

والآن، يلعب مكتب التدقيق دور المراقب، محذراً من أنه «سيكون من الضروري بذل جهود كبيرة في عام 2024 لاستعادة التوازن المالي للرئاسة والحفاظ عليه»، وأشار إلى أن عشاء دولة آخر أقيم لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي العام الماضي في اللوفر، كلف 412,000 يورو (447,000 دولار).

وجه الاتحاد الأوروبي تحذيراً رسمياً لفرنسا الشهر الماضي بشأن عجز ميزانيتها، الذي بلغ 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي، وهو من أعلى النسب بين أعضاء الاتحاد الـ27، كما تضخم الدين الوطني الفرنسي ليصل إلى نحو 111% من الناتج المحلي الإجمالي.

ولم يستجب قصر الإليزيه فوراً لطلب التعليق.

(آنا كوبان CNN)