بعد يوم من اندلاع الاحتجاجات في بنغلاديش التي أسفرت عن الإطاحة برئيسة الوزراء وتولي الجيش السلطة، يطالب الطلاب المحتجون بتعيين محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام والملقب بـ«مصرفي الفقراء» مستشاراً للحكومة المؤقتة.
يأتي ذلك بعدما أعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان يوم الاثنين في بث على التلفزيون الرسمي استقالة الشيخة حسينة من منصبها رئيسة للوزراء، مؤكداً أن الجيش سيشكّل حكومة مؤقتة.
وقال يونس لقناة تايمز ناو الهندية في مقابلة مسجلة إن أمس الاثنين يمثل «يوم التحرير الثاني» لبنغلاديش بعد حرب الاستقلال عن باكستان في 1971، كما ذكر الطلاب لوكالة رويترز أنه يوافق على مطالبهم بقيادة الحكومة المؤقتة.
يونس.. رجل الاقتصاد والسلام
محمد يونس البالغ من العمر 84 عاماً، هو رجل أعمال اجتماعي ومصرفي واقتصادي، درس في جامعة دكا في بنغلاديش قبل أن يحصل على منحة فولبرايت لدراسة الاقتصاد في جامعة فاندربيلت، حيث حصل على درجة الدكتوراة.
وفي عام 1969، بدأ مسيرته الأكاديمية أستاذاً مساعداً للاقتصاد في جامعة ولاية تينيسي الوسطى ثم عاد بعد ذلك إلى بنغلاديش ليرأس قسم الاقتصاد في جامعة شيتاغونغ، كما شغل العديد من المناصب المؤثرة، بما في ذلك العمل في المجموعة الاستشارية الدولية للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، واللجنة العالمية المعنية بصحة المرأة، وفريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالمرأة والتمويل.
وذاع صيت يونس عالمياً عام 2006 عندما حصل على جائزة نوبل للسلام لعمله على تأسيس بنك جرامين في بنغلاديش الرائد في مجال تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
كان هدفه هو مساعدة الفقراء على الهروب من الفقر من خلال تقديم القروض بشروط مناسبة لهم وتعليمهم بعض المبادئ المالية السليمة حتى يتمكنوا من مساعدة أنفسهم، ومع ذلك واجه يونس انتقادات من رئيسة الوزراء حسينة التي اتّهمته بـ«مص دماء» الفقراء.
وفي يناير كانون الثاني من عام 2024، حكمت إحدى المحاكم على يونس بالسجن ستة أشهر بتهمة انتهاك قوانين العمل في بنغلاديش، لكن أطلق سراحه بكفالة في وقتٍ لاحق من مارس آذار.
وبجانب جائزة نوبل، حصل يونس على العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك وسام الحرية الرئاسي للولايات المتحدة عام 2009 والميدالية الذهبية للكونغرس عام 2010، وجائزة محمد شابدين للعلوم، وجائزة الغذاء العالمية، وجائزة الملك الحسين للقيادة الإنسانية، وجائزة فولفو للبيئة، وجائزة نيكاي الآسيوية للنمو الإقليمي، وجائزة فرانكلين روزفلت للحرية، وجائزة سيئول للسلام.
كما شارك في تأسيس مركز «يونس للأعمال الاجتماعية» عام 2011، مع التركيز على تعزيز الأعمال الاجتماعية في أنحاء العالم كافة، ويدعم المركز هذه المؤسسات من خلال صناديق الحاضنات والخدمات الاستشارية، والعمل مع منظمات مختلفة مثل الشركات والحكومات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية.
ووسط مطالبات الطلاب الذين قادوا الاحتجاجات في بنغلاديش أمس الاثنين، اتجهت الأنظار إلى يونس باعتباره المرشح الأبرز لقيادة الحكومة المؤقتة في البلاد، لكن أفاد مساعد مقرّب منه في تصريحات لوكالة رويترز بأنه لم يحصل حتى اللحظة على أي عرض من الجيش لقيادة الحكومة المؤقتة.