كشف تقرير شركة الاستشارات البريطانية «هينلي آند بارتنرز» لعام 2024 عن تصدر الإمارات دول العالم كأبرز وجهة للمليونيرات، ما يعكس تحولاً ملحوظاً في حركة الثروات العالمية، ويبرز الإمارات كبيئة جاذبة للأثرياء من جميع أنحاء العالم، فيما يكشف في الوقت نفسه عن كون الصين أكبر بيئة طاردة للمليونيرات.
كان دومينيك فوليك، رئيس مجموعة العملاء الخاصين في «هينلي آند بارتنرز» قال إن عام 2024 سيشكل نقطة تحول كبيرة في هجرة الثروات العالمية، وتوقع أن ينتقل هذا العام 128 ألف مليونير إلى وجهات جديدة حول العالم، وهو رقم يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 120 ألفاً الذي سجل في عام 2023.
وأوضح أن هذه الهجرة الكبيرة للمليونيرات تشير إلى تحول عميق في المشهد العالمي لتكتلات الثروة والقوة، ولها آثار بعيدة المدى على مستقبل الدول التي يتركونها والدول التي يستقرون فيها.
الإمارات وجهة المليونيرات المفضلة
جاءت الإمارات على رأس قائمة الوجهات المفضلة للمليونيرات، حيث من المتوقع أن يستقر فيها عدد كبير من الأثرياء يصل بحلول نهاية العام إلى 6700 مليونير، وهذه المرتبة العليا للإمارات تكشف عن بيئة استثمارية ممتازة وبنية تحتية متطورة، جعلتها خياراً رئيسياً للمليونيرات من جميع أنحاء العالم.
وجهات أخرى للمليونيرات
احتلت الولايات المتحدة الأميركية المركز الثاني في استقطاب المليونيرات في العالم بنحو 3800 مليونير، تليها سنغافورة التي يتوقع أن يصل عدد المليونيرات فيها إلى 3500 مليونير في 2024، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وسياساتها الضريبية الجذابة.
وتأتي كندا في المركز الرابع، إذ يُتوقع أن تشهد تدفق 3200 مليونير، بفضل جودة الحياة المرتفعة والاستقرار الاقتصادي، وبعدها أستراليا، التي يتوقع أن تستقبل نحو 2500 مليونير، بفضل بيئتها الاقتصادية الاستثماريّة.
وفي المركز السادس جاءت إيطاليا، التي يُتوقع أن تستقطب 2200 مليونير، مستفيدة من نمط حياتها الجذاب، وتليها سويسرا، ومن المتوقع أن تشهد تدفق 1500 مليونير، بفضل استقرارها الاقتصادي والأمني، وبعدها اليونان والبرتغال، ومن المتوقع أن تستقطب كل منهما 1200 و800 مليونير على التوالي، بفضل بيئتهما الجذابة.
دول طاردة للمليونيرات
تصدرت الصين قائمة الدول التي يتوقع أن تكون أكبر خاسر للمليونيرات على مستوى العالم، مع خروج صافٍ لنحو 15200 مليونير، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بـ13800 في عام 2023.
وفي المركز الثاني لأكثر الدول الطاردة للمليونيرات، تأتي المملكة المتحدة، ويُتوقع أن تواجه خسارة صافية غير مسبوقة قدرها 9500 مليونير، وهي أكبر من ضعف الرقم المسجل في العام السابق والذي بلغ 4200 مليونير.
وتأتي الهند في المركز الثالث، إذ يتوقع أن تشهد مغادرة 4300 مليونير، رغم نموها الاقتصادي السريع، وذلك بسبب قضايا تتعلق بالبنية التحتية والبيئة الاجتماعية، تليها كوريا الجنوبية، ويتوقع أن تفقد 1200 مليونير، ثم روسيا في المركز الخامس ويغادرها نحو 1000 مليونير، بسبب التوترات الجيوسياسية والعقوبات الاقتصادية.
ويبرز التقرير تحولاً واضحاً في حركة الثروات العالمية، مع تأكيد دور الإمارات كوجهة رئيسية للمليونيرات بفضل الاستقرار الاقتصادي والفرص الاستثمارية الممتازة، وتعكس هذه التحولات تأثير التوترات الجيوسياسية والاقتصادية على قرارات الهجرة للأثرياء العالميين.