قبل حفل تايلور سويفت في 14 يوليو تموز 2023 في دنفر، تلقَّت مديرة التسويق في بنك طعام روكيز أديتي ديساي، مكالمة غير عادية؛ إذ أرادت نجمة البوب المليارديرة التبرع بعشرات الآلاف من الوجبات للمنظمة غير الربحية، وهو جهد خيري كررته أثناء عبورها البلاد في جولتها (Eras Tour) التي تضم 52 مدينة.
منذ مارس آذار الماضي، تبرعت سويفت بما يعادل مئات الآلاف من الوجبات للمساعدة في إطعام العدد المتزايد من الأميركيين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف الغذاء والإسكان، لكنَّ مشغلي بنوك الطعام يقولون إن المساعدات التي تلقوها تعتبر إغاثة مؤقتة فقط؛ إذ تزايدَ انعدام الأمن الغذائي، وانتهت مساعدات الحكومة الفيدرالية لكوفيد-19، بحسب موقع ياهو فاينانس.
قالت جيسيكا سوند، مديرة التطوير والاتصالات في بنك الطعام الإقليمي لقناة ون في مينيسوتا، والذي تلقى تمويلاً من سويفت «لقد حصلنا على الكثير من الدعم أثناء كوفيد، لكن الأرقام التي نراها أعلى بكثير الآن بسبب التضخم وتكلفة المعيشة، وكل هذا الدعم قد ذهب».
يقول مشغلو بنوك الطعام إن دعم سويفت كان ذا مغزى، خاصة في لَفتِ الانتباه إلى خدمتهم الحاسمة للأشخاص ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، لكن بنوك الطعام، بشكل جماعي، تتطلب مليارات الدولارات من التمويل سنوياً، كما قال كايل وايد، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المجتمعي في أتلانتا الذي يشغل منصب رئيس المجلس الوطني لإطعام أميركا، وبنك الطعام في جورجيا التابع له هو أحد المستفيدين من سويفت.
الفجوة التمويلية لبنوك الطعام
يبلغ العجز السنوي في التمويل بين ما هو مطلوب من مساعدات غذائية، وما تقدمه الحكومة الفيدرالية، نحو 33 مليار دولار، وفقاً لشبكة «فيدينغ أميركا»، وهي شبكة من بنوك الطعام والمخازن وبرامج الوجبات المحلية.
وقال وايد «على المستوى الكلي، تواجه بنوك الطعام بالتأكيد الكثير من الضغوط في الوقت الحالي، ويرجع ذلك أساساً إلى المستوى الاستثنائي للطلب الذي يحدث في المجتمع».
ووفقاً لفيدينغ أميركا، تعتمد بنوك الطعام عادةً على التبرعات الفردية والشركات، والمساهمات من المزارعين وتجار التجزئة المحليين، وبرامج المساعدات الفيدرالية لدعم العمليات.
يعتمد ما لا يقل عن 49 مليون أميركي على الطعام من بنوك الطعام وغيرها من الجمعيات الخيرية؛ إذ يتأثر الشباب الذين يشكلون جزءاً كبيراً من جمهور سويفت، بشكل متزايد بانعدام الأمن الغذائي، قال أكثر من نصف هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، إن ارتفاع تكاليف الغذاء كان من بين أكبر مخاوفهم المالية.
ورفض فريق العلاقات العامة لسويفت التعليق على تبرعاتها لبنك الطعام، قال الحاصلون على المِنح إنهم طُلب منهم عدم الكشف عن مبلغ الهدايا، ومع ذلك، قالت ديساي إن المساهمة سمحت لبنك الطعام بشراء ما يكفي من الطعام لـ75 ألف وجبة، وقالت إنه عادة، يمكن لبنك الطعام توفير نحو ثلاث وجبات مقابل كل دولار يتم التبرع به.
حجم الفجوة التمويلية لبنوك الطعام يختلف بشكل كبير من منطقة لأخرى، وفقاً للبيانات العالمية، فإن بنوك الطعام تحتاج إلى زيادة قدرها ما بين 20 و30 في المئة في التمويل السنوي لتلبية احتياجات المستفيدين بشكل كامل.
على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، تشير التقارير إلى أن بنوك الطعام تواجه فجوة تمويلية تتراوح بين 8 و10 مليارات دولار سنوياً، وفقاً للتقرير الصادر عن (Hunger in America 2024 Report).
وفي مناطق أخرى مثل إفريقيا وآسيا، قد تكون الفجوة أكبر بسبب الأزمات الاقتصادية والاضطرابات السياسية، وفقاً لـ(Global Food Security Report 2024).
اهتمام إعلامي غير مسبوق
يبدو أن هدايا سويفت لا تشكّل سوى نسبة ضئيلة من العائدات المكتسبة من الجولة وثروتها الشخصية، ومع ذلك، فإن العديد من المستفيدين من مِنح بنك الطعام يعتبرون الترويج الذي تمثله لهم لا يُقدر بثمن.
وقالت ديساي «لقد شهدنا زيادات سريعة في (الإعجابات) و(التعليقات) على المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي الذي أعلن عن المِنح، مع مشاركة أكبر بشكل كبير مما نتلقاه عادةً».
وقالت بعض بنوك الطعام إنها شهدت زيادة في التبرعات الصغيرة استجابة للتغطية الصحفية، كان ذلك قصير الأجل، ولا يزال معظمها يواجه تحديات بسبب الطلب المرتفع على خدماتها مع كفاح المزيد من الأميركيين لتغطية نفقاتهم.
وتشير سوند وقادة بنك الطعام الآخرون إلى التضخم ونقص الإسكان بأسعار معقولة باعتبارهما يسهمان في زيادة الطلب، وقالوا إن نهاية تمويل الإغاثة الحكومية من الجائحة أدت إلى تفاقم هذه الأزمة.
في عام 2020، في ذروة الجائحة، وسعت الحكومة الفيدرالية برنامج ائتمان ضريبة الأطفال للأسر ذات الدخل المنخفض، وسمح المشرعون بانتهاء صلاحية البرنامج في نهاية عام 2021، وبالمثل، انتهت الزيادات المؤقتة في المزايا لبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية في مارس آذار 2023.