مع اقتراب الانتخابات الأميركية لعام 2024 المزعم عقدها في نوفمبر الجاري، تتوجه الأنظار إلى الأموال التي تنفق خلال الانتخابات والحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، والتي تعد الأعلى تكلفة في العالم.

كانت الانتخابات الرئاسية عام 2020 الأعلى تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، فقد بلغت 6.5 مليار دولار أميركي بينما شهدت سباقات الكونغرس إنفاقاً بلغ 9.9 مليار دولار، وفقاً لموقع «Open Secrets».

بلغ الإنفاق السياسي للانتخابات السابقة وسباقات الكونغرس عام 2020، 16.4 مليار دولار وذلك بعد حساب التضخم، بينما يبلغ الحد للتبرع للجان السياسية التابعة للأحزاب 41300 دولار سنوياً.

في انتخابات عام 2020، نحو 20 في المئة من مساهمات المواطنين جاءت من المواطنين الأميركيين العاديين الذين تبرعوا بـ200 دولار أو أقل، ولكن الحصة الأكبر جاءت من المتبرعين الأثرياء الذين يتمتعون بنفوذ سياسي هائل على مدار السنوات الماضية.

معظم هذه الأموال تأتي من تبرعات الحملات الانتخابية، والقانون يسمح للمواطنين والمقيمين الأميركيين الدائمين في البلد فقط بالتبرع، ويضع حداً لما يمكن للأفراد أو اللجان الوطنية للأحزاب التبرع به لدعم مرشح سواء في الرئاسة أو في الكونغرس.

ويمكن للأفراد منح كل مرشح 3300 دولار في الانتخابات.

الانتخابات التمهيدية والعامة تعد دورة منفصلة، ولذلك فالحد الإجمالي للفرد يصل إلى 6600 دولار ولو كانت هناك جولة إعادة، فمن الممكن أن يصل إلى 9900 دولار، وفقاً للجنة الانتخابات الفيدرالية.

أما القانون الانتخابي، فلا يسمح للشركات والمنظمات العمالية باستخدام أموالها فيما يتعلق بالانتخابات، ولكنه بإمكانها التبرع للجان السياسية التي تُعرف بسوبر باكس (super pacs).

كيف يتم جمع وإنفاق الأموال؟

سوبر باكس، أو لجان العمل السياسي الكبرى، والمعروفة رسمياً باسم «لجان العمل السياسي المستقلة للإنفاق فقط»، تختلف عن لجان العمل السياسي التقليدية من حيث إنها تجمع مبالغ غير محدودة من الأفراد والشركات والنقابات والمجموعات الأخرى للإنفاق، على سبيل المثال، على الإعلانات الداعمة للمرشحين.

وتوفّر هذه اللجان السياسية الجديدة والتي أقرها قرار قضائي في يوليو 2010 سبلاً أكثر مرونة لجمع الأموال على عكس اللجان التقليدية التي يبلغ حد الأفراد للتبرع لها 5000 دولار في السنة.

يمكن للمرشحين أيضاً إنفاق مالهم الخاص على حملاتهم الانتخابية دون حدود، ولكن عليهم إبلاغ لجنة الانتخابات الفيدرالية عن حجم إنفاقهم، وذلك بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية والملصقات ورواتب العاملين بالحملات الانتخابية وغيرها

الإنفاق على الدعاية السياسية يتوقع أن يقفز إلى نحو الثلث في عام 2024 مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة ليصل إلى 12.32 مليار دولار، وتبلغ حصة وسائل الإعلام من هذا الإنفاق تتوقع أن تبلغ 71.9% مقابل 28.1% للإعلام الرقمي هذا العام وفق موقع insider intelligence.

أمّا المنصات الرقمية، هي التي لم تجذب سابقاً سوى جزء صغير من أموال الدعاية السياسية، ومن المتوقع أن تشهد نسبة ارتفاع بنسبة 156% مقارنة بعام 2020.

وأخيراً، من المتوقع أن تشهد ميتا وغوغل نمواً قوية في انتخابات 2024.