أطلقت منظمة التعاون الرقمي، المنظمة الدولية متعددة الأطراف التي تسعى إلى تسريع النمو الشامل للاقتصاد الرقمي عالمياً، «مقياس نُضج الاقتصاد الرقمي» (Digital Economy Navigator – DEN)، بهدف تقييم مدى نضج الدول في هذا المجال وتحديد فرص النمو وتحقيق الاستدامة.
أُعلن عن المقياس في مؤتمر أهداف التنمية المستدامة الرقمية 2024، ضمن الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يستند المقياس إلى بيانات شاملة من 50 دولة، ويقدم إطاراً موحداً لمساعدة الدول وأصحاب المصلحة وصنّاع القرار على تحسين الأداء الاقتصادي الرقمي، وتنسيق الجهود لتحقيق الازدهار المستدام.
نهج قائم على البيانات لتحفيز النمو الرقمي
يوفر المقياس تحليلات موثوقة تستند إلى إحصاءات رسمية وبيانات تم جمعها من مسح واسع أجرته المنظمة، ويقيّم عوامل رئيسية مثل النمو الاقتصادي، والاستدامة، وتحسين جودة حياة الأفراد، يهدف المقياس إلى تسهيل وصول الدول إلى استراتيجيات فعَّالة تسهم في سد الفجوات الرقمية وتعزيز الشمولية الرقمية.
تعزيز الابتكار الرقمي ودعم صناع القرار
قالت الأمينة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، الأستاذة ديمة بنت يحيى اليحيى: «يهدف المقياس إلى تمكين الدول من قيادة التحول الرقمي من خلال تزويدها بالبيانات الدقيقة والرؤى الواضحة حول الاتجاهات التقنية الناشئة، ما يساعد في صياغة استراتيجيات لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق الازدهار المشترك».
يمتاز المقياس بقدرته على تقديم رؤى متعددة الأبعاد عن الاقتصادات الرقمية، ويستند إلى ثلاثة محاور رئيسية: عوامل التمكين الرقمي، والأعمال التجارية الرقمية، والمجتمع الرقمي، كما يتيح تصنيف النضج الرقمي باستخدام نظام متكامل يتكون من خمس فئات تعتمد على درجات تتراوح بين 0 و100.
فروق إقليمية في مستوى النضج الرقمي
تظهر النتائج اختلافات في مستويات النضج الرقمي بين مناطق العالم، حيث تتصدر أميركا الشمالية في مجال الابتكار الرقمي، تليها أوروبا وآسيا الوسطى. بينما تبرز منطقة جنوب آسيا في مجالات العمل والتدريب الرقميين، وتتجه إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نحو تحقيق تقدم في التعليم والخدمات الصحية الرقمية.
للاطلاع على تقرير «مقياس نُضج الاقتصاد الرقمي» والرسوم البيانية المصاحبة، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: den.den.org.
هذا المقياس يمثل خطوة مهمة نحو تمكين الدول من تحقيق التحول الرقمي المستدام وضمان مشاركة أوسع في الاقتصاد الرقمي العالمي.