حذَّر صندوق النقد الدولي في أحدث تقرير له من أن التفكك الاقتصادي العالمي بعد عقود من التكامل يمكن أن يؤدي إلى تراجع معدلات نمو الناتج العالمي الإجمالي بنسبة تصل إلى 7 في المئة، وترتفع تلك المعدلات لتصل إلى 8-12 في المئة في بعض الدول، في حال تم تزامن ذلك بالتفكك التكنولوجي.

ويجتمع حالياً صانعو السياسات وقادة الاقتصاد في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، لبحث التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد العالمي، من تباطؤ معدلات النمو، مروراً بالتغيرات المناخية وارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع مستويات الديون، انتهاءً بالتحديات الجيوسياسية التي زادت من صعوبة التغلب على الأزمات العالمية الكبرى.

وقال الصندوق في التقرير المنشور على موقعه الإلكتروني يوم الاثنين: «ساعد التكامل الاقتصادي مليارات البشر على أن يصبحوا أكثر ثراءً وصحة وأفضل تعليماً منذ نهاية الحرب الباردة، كما تضاعف حجم الاقتصاد العالمي ثلاث مرات تقريباً، وتم انتشال ما يقرب من 1.5 مليار شخص من براثن الفقر المُدقع».

ازدياد مخاطر التفكك

وفقاً للصندوق، لم يستفد الجميع بعد من مزايا التكامل العالمي، إذ أضرت الاضطرابات الناجمة عن التغيرات التجارية والتطورات التكنولوجية بعض المجتمعات، كما تراجع التوجه العام للانفتاح الاقتصادي في العديد من الدول، واستقرت التدفقات العالمية للسلع ورؤوس الأموال بعد انتهاء الأزمة المالية العالمية.

وأشار تقرير صندوق النقد الدولي إلى مخاطر تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم -أميركا والصين- وزيادة القيود التجارية على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى الفوضى التي خلقتها الحرب الروسية على أوكرانيا في سوق الغذاء والطاقة.

وقال الصندوق إن تفكك الروابط التجارية من شأنه أن يؤثر سلباً على الدول منخفضة الدخل والمستهلكين الأقل ثراءً في الاقتصادات المتقدمة.