طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برفع عقوبات أميركية تعرقل تنفيذ بعض المشتريات الدفاعية لبلاده وكذلك رفع إجراءات تجارية وجمركية «أحادية الجانب» تعوق قدرة الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي على تحقيق أهداف التجارة الثنائية طويلة الأجل.
وقال أردوغان لرجال أعمال أتراك وأميركيين خلال زيارته لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن التعاون في قطاع الدفاع «أقل بكثير» من إمكاناته بسبب القيود المتبقية، برغم اعتقاده بإمكان تحقيق هذا الهدف.
وذكر أردوغان أمس الاثنين «لتحقيق هذه الغاية، يجب التخلي عن الإجراءات أحادية الجانب مثل الرسوم الجمركية الإضافية في قطاعات الحديد والصلب والألمنيوم والتحقيقات وعقوبات قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات».
وأضاف أردوغان «آمل أن نفتح صفحة جديدة بمشروع تحديث مقاتلات إف-16، ونتوقع رفع القيود المفروضة على التصدير في هذا المجال بشكل دائم».
وتابع قائلاً إن تركيا تتمتع بميزة في ما يتعلق بسلاسل التوريد، مشيراً إلى التعاون في إنتاج الذخائر عيار 155 مليمتراً وشرائها كأحد الأمثلة، وهي ذخائر مهمة في الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وتوترت العلاقات بين البلدين الحليفين بسبب مجموعة من القضايا في السنوات القليلة الماضية، بدءاً من الخلافات بشأن سياسات شرق البحر المتوسط وسوريا وقطاع غزة إلى شراء أنقرة أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-400، ما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على تركيا واستبعادها من برنامج طائرات إف-35 المقاتلة عام 2019.
وعملت أنقرة بعد ذلك على شراء 40 طائرة مقاتلة إف-16 من طراز بلوك 70، بالإضافة إلى 79 طاقم تحديث من واشنطن، وتمت الموافقة على الاتفاق بعد تصديق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ما أدى أيضاً إلى تحسن العلاقات.
وتهدف أنقرة وواشنطن إلى زيادة حجم التجارة الثنائية على المدى البعيد إلى 100 مليار دولار ارتفاعاً من نحو 30 ملياراً في 2023.
كما فرضت واشنطن عقوبات على عدد من الأتراك والشركات التركية بسبب انتهاك العقوبات المفروضة على روسيا، وتدعم أنقرة أوكرانيا، وتعارض العقوبات في الوقت نفسه، لكنها تقول إنها لن تسمح بالتحايل على العقوبات على أراضيها.
وفضلاً عن طائرات إف-16 المقاتلة، أبدت تركيا اهتمامها أيضاً بالحصول على طائرات يوروفايتر تايفون المقاتلة من ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا، إلّا أنها اشتكت من عدم إحراز تقدم بسبب ممانعة برلين.
وذكر مكتب أردوغان أنه التقى المستشار الألماني أولاف شولتس في نيويورك أمس، مضيفاً أنه نقل إليه استعداد أنقرة لتحسين التعاون في المجالات كافة والاستفادة من الفرص المشتركة التي من شأنها أن تعود بالنفع على الجانبين.